د.نايف الحمد
في أيام فيفا الحالية.. تأخر المنتخب البرتغالي في النتيجة أمام منافسه الإيرلندي بهدف، وأضاع قبلها كريستيانو ركلة جزاء.. لكن الدقائق الأخيرة وتحديدًا منذ الدقيقة 89 حملت أخبارًا سارة للبرتغاليين عندما تطاول الأسطورة رونالدو لكرتين برأسه وحوّلهما للشباك وانتزع انتصارًا كان بعيد المنال!
هذه المباراة وأحداثها تحكي باختصار قصة هذا النجم الخرافي المتفرد الذي جعل للنجومية والإبداع في كرة القدم معنى آخر.. هي قصة كفاح وانضباط وعمل دؤوب دون ملل أو كلل.
ربما أن كريستيانو لا يفوق ميسي أو مارادونا موهبة.. وقد لا يتجاوز في مهاراته سَحَرة الكرة من راقصي السامبا، لكنه تفوق على كثير من أساطير كرة القدم العالمية بفضل شخصيته القوية وقدرته على توظيف واستثمار كل طاقاته الفنية والبدنية والنفسية من أجل صناعة تاريخ رياضي مشرّف جعله يسجل اسمه كواحد من أهم لاعبي كرة القدم في التاريخ.. وإن قال أحدهم إنه الأفضل في التاريخ فلن أجادله، فلربما كان على حق.
في هذا الميركاتو.. وتحديدًا في 27 أغسطس الماضي أعلن نادي مانشستر يونايتد عودة (الدون) إلى مسرح الأحلام «ملعب أولد ترافورد» في مدينة مانشستر قادماً من السيدة العجوز في إيطاليا في عقد يمتد لسنتين مع خيار التمديد لعام ثالث.
هذه العودة بعد 12 عاماً من رحيله عن الشياطين الحمر لم تكن مجرد انتقال للاعب شهير من نادٍ كبير لآخر يضاهيه في السمعة والثراء.
في كرة القدم تمتزج الكثير من المشاعر وتتقاطع مع المصالح أو تؤثر فيها خلال مسيرة اللاعبين، وقد يتنازل اللاعب عن بعض امتيازاته من أجل تحقيق أهداف أخرى لا ترتبط بالمادة بشكل مباشر.
لقد اجتمعت في عودة الأسطورة كريستيانو جوانب مادية وعاطفية.. ومن يعرف سيرة (الدون) سيدرك ما يحمله من سمات شخصية لا تتواجد في كثير من الأساطير.. ومع كل هذا يُعد من أكثر اللاعبين في التاريخ جذبًا للإعلانات وتحقيقًا للأرباح له وللأندية التي ارتدى قمصانها.. وما حدث فور إعلان انتقاله لمانشستر يونايتد من ارتفاع في قيمة أسهم النادي 8 % أي ما يعادل 250 مليون دولار خير دليل.
دون أدنى شك أن عشاق المتعة والباحثين عن جمال كرة القدم لا يمكن لهم تفويت فرصة متابعة هذا النجم الأسطوري أياً كان ميولهم.. فَـ(الدون) ببساطة أيقونة للجمال في عالم كرة القدم.