«الجزيرة» - واس:
يواكب القطاع غير الربحي في المملكة رؤية المملكة 2030 التي تسعى لزيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي إلى 5 % ورفع أعداد المتطوعين إلى مليون متطوع ومتطوعة بحلول عام 2030م، ويسهم بشكل فعال في تنمية مختلف المجالات التي تخدم المجتمع، وترسيخ ثقافة المسؤوليَّة الاجتماعيَّة، إضافة لكون هذا القطاع محوراً أساسياً لتحقيق التنمية المستدامة، في ظل ما تشهده المملكة من دعم متواصل يعزز قيم العمل الإنساني لأفراد المجتمع؛ من خلال التكامل مع الجهات الحكومية المختلفة وتعظيم نفعها.
وتعزز المملكة مع احتفاء العالم باليوم العالمي للعمل الخيري الذي يصادف الـ 5 من سبتمبر الحالي منظومة القيم الاجتماعية والإنسانية، حيث أصدر مجلس الوزراء حديثًا قراره بالموافقة على تنظيم المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، الذي سيعمل على تنظيم القطاع غير الربحي وتشغيله والإشراف عليه؛ لحوكمة القطاع، وتمكينه من العمل بانسيابية تدعمه في تحقيق التطلعات المرصودة له. ووفقاً للمركز فإنه يوجد بالمملكة 3156 منظمة غير ربحية تنتشر بمختلف أرجاء محافظات ومناطق المملكة، وتسعى إلى تطبيق مبدأ التكافل الاجتماعي عبر تقديم المساعدات المختلفة للفقراء والمحتاجين، وترسيخ مبدأ التعايش والتسامح والتعاون والتكاتف والتلاحم، خاصة في ظل الأزمات والجوائح العالمية التي يشهدها العالم. ويؤكد المركز على أن العمل الخيري يعد ركناً مهماً من أركان الحياة وتحقيق مبادئ التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع، إلى جانب إسهامه في صناعة الأمن الاجتماعي والاقتصادي وتقوية النسيج المجتمعي، ويقوم بدور رئيسي في تحقيق التنمية المستدامة، مما يجعل المملكة من الدول الرائدة في مجال العمل الخيري التي جسدتها وتجسدها عالمياً على أرض الواقع من خلال مد يد العون والمساعدة الإنسانية تجاه المجتمعات المنكوبة في مختلف أنحاء العالم. ويشرف المركز على مختلف الجمعيات والمؤسسات الخيرية، من خلال وضع خطط بناءة تساعد في تحقيق أهداف بعيدة المدى بشكل منسق، قائم على أسس ومبادئ وقيم تنظيمية محددة، بما يدفع بالعمل الخيري وتحقيق أهدافه على الأصعدة كافة وتمكينه من تحقيق مستهدفاته في نشر ثقافة وتأصيل العمل الخيري كمرتكز تنموي حيوي. وتتنوع مناشط الجمعيات الخيرية في المملكة بين الجانب الصحي للأسرة، ومساعدة الأسرة المحتاجة في تأمين السكن، وتنفيذ برنامج تأهيل الأسر المنتجة لمساعدة الأسر للاعتماد على نفسها، إضافة إلى تأهيل وتطوير قدرات الشباب من الجنسين على اكتساب مهارات حرفية لمساعدتهم على الانخراط في سوق العمل.
وعمل المركز على تأسيس «صندوق دعم الجمعيات الخيرية»؛ الذي يعد أحد أهم مكونات منظومة القطاع الخيري وذلك عن طريق تقديم الخدمات لتمكين الصندوق من أداء عمله على أكمل وجه، حيث تم الاستعانة بشركات ومؤسسات وبيوت خبرة لتنفيذ هذا المشروع الحيوي لتفعيل دوره في هذا القطاع الذي يعد من أهم القطاعات التي ستسهم في تقديم خدمات متنوعة للمجتمع في ظل التوجه إلى دعم انتشار العمل الخيري والقطاع غير الربحي في كافة مناطق ومحافظات المملكة. كما تعد «منصة إحسان» التي تم إطلاقها بهدف رفع مستوى الموثوقية والشفافية في العمل الخيري ورفع مساهمة القطاع الخيري في إجمالي الناتج المحلي، دعماً من القيادة الرشيدة لتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع، وتقوية الثقة في المؤسسات غير الربحية في تحسين واستدامة برامجها إضافة إلى تفعيل وتعزيز المشاركة المجتمعية والإسهام في البذل والعطاء، امتثالاً لتعاليم الدين الإسلامي، وتماشياً مع حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- لرعاية العمل الخيري ودعم المشاركة والمساهمة فيه.
ويتلخص دور المنصة الوطنية للتبرعات «تبرع» التي تأسست بقرار معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس إدارة المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، في أن يكون الحل الأسهل والأمثل لإيصال المتبرع بالمحتاج في مختلف مناطق ومحافظات ومدن المملكة من خلال عملية تبرع آمنة وشفافة؛ حيث تنفرد هذه المنصة بكونها جهة موثوقة تضم أبرز الجمعيات الأهلية التي تتلقى التبرعات والصدقات وغيرها من أوجه العطاء؛ في الوقت الذي يسعى خلاله المركز على أن تعزز المنصة التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع وضمان توجيه التبرعات لمستحقيها.