د.عبدالعزيز الجار الله
يقدِّم لنا إعلامنا وبعض المحطات السعودية مقاطع وبرامج عن طقس المملكة العربية السعودية لكنها تقدَّم للجمهور بصورة متواضعة وربما مبتذلة لا تليق بمكانه المملكة التنموية والاقتصادية وسمعتها بالمحافل الدولية، وتأكد الانطباع المترسخ لدى البعض والخصوم بأننا صحراء قاحلة، وإقليم جاف وبيئة فقيرة وشحيحة، جرداء، وأحياناً إذا اشتد الحوار يُقال لنا بلاد الخيمة والجمل والناقة، يصفوننا دائماً برعاة الإبل والأغنام وشعب طارئ على التحضّر.
هذا يعود لأسباب كثيرة ومنها برامج الطقس التي يقوم معد البرنامج والمخرج والقناة التلفزيونية ومشاهير الأحوال الجوية والمذيع في اختيار أفقر بيئات السعودية مثل: أحياء تقليدية متساقطة، وبيوت طينية متهدمة وآيلة للسقوط، وشوارع ترابية وأزقة ضيقة، ورمال في صحراء قاحلة عطشى، ومزارع يابسة، وكأنه واقع السعودية المعيش، وأيضاً ليؤكد بلاد الخيمة والناقة والحياة البدائية.
وفي المقابل تقدّم التلفزيونات السعودية والقنوات الفضائية التي تبث من خارج بلادنا وبأموال سعودية مشاهد ترافق الأحوال الجوية لمدن عالمية تفتح على مشاهد حدائق وميادين جميلة، وشوارع واسعة حضارية، ومبان ذات طراز معماري حديث، وتخطيط عمراني رائع، وأبراج سكانية وجسور وأسواق تجارية، بمعنى تظهر الدول أجمل عمرانها، ونحن ربما يتم انتقاء البيئة الفقيرة بمفرداتها وجفاف التصحّر في صورة تهزنا من الداخل وتشوِّه مشروع التنمية الذي ضخت لها الدولة المليارات من أجل الرفاهية وتطوير وإسعاد حياتنا، فيبقى إعلامنا عاجزاً عن نقل الصورة الحقيقية عن التنمية ومدننا المتقدمة في المعيار العالمي.
لذا علينا إعادة النظر فيما يقدّم من برامج تلفزيونية، مراجعتها واختيار عقول تنفيذية تتمتع بالحس الإعلامي اليقظ والقادر على تقديم هذا الوطن في أجمل صوره، ولا تكون قنواتنا معولاً لهدم طموحنا وخفض صورتنا الإعلامية أمام العالم وجعلنا في ذيل الدول، صورة البؤس والفقر البيئي ليؤكد الحالة الذهنية التي يتناقلها الخصوم عن مجتمعنا، بلاد الرمل ومدن نشأت من تكلّس وزبد البحر لا تصمد ولا تقوى على المنافسة الدولية.