إيمان الدبيّان
الأفعال يوجهها العقل، وفي بعضها العاطفة، ومهم ألا تخلو من الوعي بمختلف صوره الدينية، والاجتماعية، والثقافية، والتربوية ذلك الفهم والإدراك الذي إن اختل، أو فقد اختلت جودة الأفعال، وفقدت سلامتها، وفي الحياة نواجه أفعالا كثيرة فردية وقد تكون جماعية اختل فيها مفهوم الوعي، فصارت أفعالا مرفوضة، وغير مقبولة، وربما مردودة، أو مبتورة، والأمثلة ستكون هنا مطروحة، لعلها تُقَوّمُ بالوعي لتصبح أمورا مستساغة، ومحمودة ومنها:
* افتقاد بعض المراهقين لثقافة المسؤولية الفردية والجماعية، وعدم احترام الخصوصية الشخصية، والمؤسساتية كما حدث من بعض الطلبة والطالبات عندما سمح لهم باصطحاب هواتفهم معهم إلى المدارس، ذلك القرار بالسماح الذي أراه مهما، وحقا من حقوق الطالب الذي تناسى وتجاهل بعدم وعيه واجبَه في احترام ومراعاة قوانين استخدام هذا الحق، فُحرِم منه بقرار مضاد يحجب ويعطل فائدة مهمة عن البقية من الواعين والمدركين لدورهم وتصرفهم.
* ثقافة التعامل مع الآخرين لا تقتصر على من هم أعلى منا منصبا، أو جاها، أو علما، وعمرا، وإنما الأخلاقيات الأصيلة تتجلى مصداقيتها، وعظم الوعي بها في احترام من هم أقل حظاً منا، فنرفق بمن ولينا عليهم، وكلفنا بهم.
*الحكم على الآخرين من خلال مظهرهم وليس بتعاملهم إجحاف، وأنانية، وتجاوز، وعدم فهم؛ فليس لأحد الحق في تصدير الأحكام، وتصنيف الأنام، فالدين لله والحياة للجميع.
* مهم أن يدرك المربون أن التوعية بكل صورها هي أهم من فرض القيود حتى لا تُتَجاوز الحدود، فإذا كان النشء واعياً أمسى القيد لاغياً، الواعي دائماً بتصرفاته راقٍ، والجاهل حتماً بفوضويته غافل.