عايدة بنت صالح - الأحساء:
كشفت ورشة عمل نظّمتها غرفة الأحساء مؤخرًا أن الموطن الأصلي لصنف تمور “البرني” الذي أشاد به الرسول صل الله عليه وسلم قبل أكثر من 1400 سنة، هو “هجر” التي هي نفسها واحة الأحساء.
وأظهرت الورشة التي استضافها فندق مكان بالأحساء بحضور عبدالعزيز الموسى رئيس الغرفة ومستثمرين وأكاديميين وخبراء ورجال أعمال، ضمن مخرجات دراسة علمية بحثية مولتها الغرفة بالتعاون مع جامعة الملك فيصل، وجود عينات لتمر “البرني” بالأحساء عمرها يعود لعام 160هـ، مبينة أن تلك العينات التي تم تحليلها في مختبرات ومعامل متخصصة ومراكز بحثية محلية وعالمية في سويسرا، أثبتت بتحليل ومقارنة الحمض النووي ( DNA ) أنها تطابق تمر “الرزيز” الموجود في الأحساء بنسبة 92 % ، وأن التغييرات الجينية التي طرأت على الصنف محدودة جدًا.
وخلال الورشة أوضح المهندس صادق الرمضان رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة سابقًا والمشرف على مشروع “برني هجر” أن هذا العمل امتد لأكثر من عشرة سنوات بمشاركة علماء وخبراء وأكاديميين، مبينًا أنه تم تتبع بعض الوثائق والمخطوطات التي تثبت أن الأحساء هي الموطن الأصلي لتمر البرني، إلا أن ظروف تغيير اسم البرني إلى “الرزيز” غير معروفة، ولكنها تُعد خطأ تاريخياً، لافتًا إلى أن نتائج الدراسة مبشرة، وتصب في صالح اقتصاديات الواحة واستدامة الزراعة فيها، مؤكدًا أهمية تسجيل الدراسة كاكتشاف علمي ضمن حقوق الملكية.
وأكد أن المشروع وصل مرحلة متقدمة ما يتطلب المزيد من التعاون وتضافر الجهود وصياغة خارطة طريق محددة وواضحة لتحويل الطلب المحلي على تمر “برني هجر” أي “رزيز” الأحساء إلى طلب إسلامي عالمي، مبينًا أن فريق المشروع استشار عدداً من علماء ومشايخ الأحساء للوقوف على صحة الحديث النبوي الشريف “خير تمراتكم البرني يذهب الداء ولا داء فيه” فأجمعوا على صحته وجواز الاستدلال به.
وناقشت الورشة بشكل مستفيض محاور عدة، من بينها: طرق وآليات تسجيل وحماية المشروع بربطه جغرافيًا بالأحساء، طرق وآليات تسويق المشروع في المملكة، طرق وآليات تسويق المشروع إسلاميًا، الجهة الحكومية أو الخاصة المالكة للمشروع والهيكلة الإدارية المقترحة، كيفية دعم وتمويل المشروع حكوميًا وأهليًا والخطة المقترحة لتوسيع وتجويد زراعة “برني هجر” حرفيًا بالأحساء.
وعبّر المشاركون في الورشة أهمية استكمال خطوات هذا المشروع لكونه خطوة مُهمة لتسويق تمر البرني خاصة والتمور الأحسائية عامة إلى دول العالم الإسلامي، والاقتداء في ذلك بالهدي النبوي الشريف عليه الصلاة والسلام، متوقعين أن تسمية “برني هجر” الجديدة بدلاً عن “الرزيز” سيكون لها دور كبير في تسويق هذا الصنف وتمور الأحساء بشكل أكبر على مستوى العالم الإسلامي، مؤكدين ضرورة استمرار وتوسيع اللقاءات وورش العمل حول المشروع.