منيرة أحمد الغامدي
وإذ قررت الاستقرار في هذه المدينة الأوروبية الجميلة لما تبقى من عمري، فقد عقدت العزم على أن يكون هناك روتين يومي لي بحيث يفتقدني شخص ما من أهل البلد إذا ما حصل لي لا قدر الله شيء.
وكنت أشتري الجريدة بشكل يومي من نفس البائع في الكشك المجاور للمقهى، ولم أقرأها قط.
وذات يوم وبعد سبع سنوات من الاستمرار، ذهبت لشراء الجريدة فلم أجد البائع وسألت فقيل إنه توفي، وناولني ابنه الجريدة وقال كان والدي يحرصني أن استمر في إعطاءك الجريدة حتى بدون مقابل كونه يقدر ويحترم الشخص القارئ والمطلع.
انتابني حينها حزنان بل ثلاثة، الأول كذبتي بخصوص القراءة والآخر موت البائع الطيب الذي حرصت على توثيق وجودي من خلاله، والثالث هل يعني هذا استمراري في الكذب على ابنه ما تبقى من عمري أو ربما عمره.