تقنيات قلبت المفاهيم أو مفاهيم لم تحسن الاستخدام!
فمن غير المستساغ عند وفاة شخص أو التعرّض لحادث المسارعة لضغطة زر من جوال لتظهر عبارة فلان أعجب بالخبر يا رب لطفك أي خبر أعجبك؟ والأدهى تسميتهم هذا بالمشاركة وتقديم العزاء لذوي المتوفى وهذا أدهى وأمر من الفعل نفسه، فخلط الأوراق وتسمية الأشياء بغير مسمياتها غير مستساغ، فكلمة إعجاب والتي تظهر عند المتلقي بعيدة كل البعد عن المقاصد التي يريدون التعبير عنها وإظهار مواساتهم لذوي المتوفى، نعم، نستخدم أيقونة إعجاب عندما يكون الخبر مفرحاً ويدعو للإعجاب أما أن يكون محزناً ومأساة فلا.
نعم، قرأت وسمعت الكثير من التبريرات؛ فمن قائل يقول أيعقل أن يفهم الموجَّه لهم الخطاب أنني معجب بالواقعة أو أن تفسّر كلمة إعجاب بغير سياقها، وآخر يبرِّر بأن أيقونة إعجاب تعني العلم والمشاركة.
نحن نتحدث عن مفردة تعني الارتياح ولسنا مكلَّفين بالتفتيش عمَّا في الصدور، فالحكم على الكلام الظاهر وهذا مناط الحديث إما التأويل ولي أعناق الكلمات لتخضع لرؤية غير متوافقة مع ما تعنيه الكلمة، فهذا شيء غير مقبول، ثم ما المانع من التعليق على الخبر بجملة عظَّم الله أجركم وغفر لميتكم أو بأي عبارة مناسبة.. لغتنا غنية بالمفردات والجمل المعبِّرة وليس بالضرورة المصطلحات التي وضعت تبعاً لمفاهيم بعيدة عن طبيعتنا ومقاصد لغتنا العربية.