قد تجد عينيك ضاع جهدهما في رحلة البحث عن رصانة الطرح وغذاء فكري يروي عطشك النهم نحو الكتابة الراقية التي ضاعت مع الركام والحطام الغث في بعضه الذي يكبل الواقع الصحفي في محتوى متدن يكون عنوانه أحيانا مبهرا في التنميق ولكن محتواه لا يرقى إلى أصالة فكر، يتمثل في غذاء سريع ذي غلاف جميل، ولكنه غير مفيد، تجده يوغل في عبارات مكررة تعرض مذاكرات يومية لإيقاع حياتها بتفاصيل غاية في الابتذال، مملة في طرحها تقترب من حكايات الأطفال قبل الخلود للنوم، تطرق أبواب البحث للدخول في فلك الشهرة المزيفة الذي تنغمس فيه بشراهة لكي تعانق المظهر الاجتماعي الذي يجعل لشخصيتها كريزما تكون حديث المكان والزمان، تقطف من ثمار الفكر بخلسة أحيانا فيختمر عقلها وتقع في الزهو الفج الذي تبدأ معه معركة الغيرة من حيث التواجد وجعل الشخصية في حالة استقطاب، خلف تجارب وأحداث مصطنعة أو ملفقة تساير عقول الذين هم ذو ثقافة سطحية لكي تبقى في مسمى ثقافة، تفتقد للإرث الثقافي العميق الذي يعطي حقا الصورة الحقيقية لشخصية المثقف الذي نجده في غزارة المعلومة الموسوعية وتفنيدها وتوضيحها بدون مواربة، تنهل من طرحها عمق الفكر الذي ترسخ بفعل سنوات من الاطلاع المعتكف طويل الأمد، ثقافة ترتقي بالقارئ إلى مساحات واسعة من المعرفة الذي هو مفقود في بعض الكتابة الحالية التي هي في أسلوب تقليدي يميل إلى التعصب المرتبط بالإنسان والمكان.