مها محمد الشريف
ازدهرت علوم الكون والفلك في عهد الدولة الإسلامية وساهمت هذه العلوم في بناء حضارة عظيمة وانتشرت إلى أقاصي الغرب والشرق كعلم الفلك، حيث شكّل هذا النشاط كثيرًا من التحسينات على نظام كلوديوس بطليموس الذي اشتهر في أفلاك التدوير وخاصة في مجال دائرة البروج ومتوسط حركة الكواكب، ما جعلهم يحرصون على إنشاء المراصد، مما أسهم في الوصول إلى حقائق علمية كانت نقاط تحول في تلك المرحلة إلى أخرى علمية وثقافية.
حيث أسهمت هذه الأبحاث والمعلومات في تفسير (الظاهرة التي شهدتها الدول العربية في العام 2016 كظاهرة نادرة وذلك كان بعبور كوكب عطارد أمام قرص الشمس في ظاهرة فريدة من نوعها تستغرق سبع ساعات ونصف الساعة، ويعتبر حدثاً خارقاً في السماء العربية وتحدث هذه الظاهرة للكواكب التي تدور حول الشمس وهما عطارد والزهرة كلما عبّرا أمامها داخل مدار الأرض كل 13 إلى 14 مرة في 100 سنة). ذكرت هذه الظاهرة وكالات الأنباء والصحف العالمية والمحلية.
إذ إن المشهد يحتاج إلى قدرات ذهنية وإحساس بالواقع وأساليب تخلق مناخاً من اليقظة ومعرفة الرسائل الإعلامية والوسائل التقنية الحديثة لرصد هذه الظواهر الكونية، فقد أضحت الأشياء مستغرقة في التأثير تشترط تصوراً جديداً لكل رؤية في العالم رغبة في التناغم مع معطيات العصر، ويؤدي ذلك إلى لقاء حقيقي مع الكون والبناء العلمي على سطح القمر.
وعندما نقول مر كوكب عطارد الذي يمثِّل نقطة أو دمعة سوداء على طرف الشمس فهذا حدث كبير يجب توثيقه ورصده للطلاب والطالبات في المدارس والجامعات وإضفاء شرح تفصيلي كمعلومة مهمة تسجل في مذكرات الطالب كمخزون معرفي يبقى عبر التاريخ راسخاً في الأذهان.
هذا إذا أدرك الفرد أهمية المواقف النادرة واعتبرها نافذة مشرعة على الحياة وناحية سوسيولوجية واعية بذاتها، ومسألة تنطلق من ارتباط وثيق بمعرفة المعلومات التي تستحوذ عليها سياسة العولمة فضلاً عن عملها المتواصل وتجاهلها للخصوصية الثقافية العائقة للنمو بشكل عام. وأن يكون قطاع الفضاء ضمن المنهج التعليمي وهذا العلم بحد ذاته دافع للازدهار للأجيال وتحقيق الرسالة لقيادة قطاع الفضاء ضمن رؤية المملكة وتوفير كل الممكنات لتحقيق إنجازات علمية واعدة ومفيدة.
وتأتي سلامة المكونات من أسباب البناء الحضاري والبيئة الطبيعية التي تمد الإنسان بمعلومات هائلة كونية تفيد (أن الكون يتسع بشكل أسرع من تفسير قوانين الفيزياء التي أضافها «دافيد كاستلفيشي» قائلاً بأنه يعتقد أن شيئاً لا يزال مبهماً في النموذج الكوني القياسي).
لهذا نقول إن المنهج الدراسي في المرحلة المتوسطة والثانوية لا يحمل معلومات وافرة من علوم الفلك والفضاء كتمهيد للمرحلة الجامعية. بينما تعزِّز المملكة القدرات في مجالات البحث والتطوير والابتكار في قطاع الفضاء عبر ابتعاث الطلاب إلى الجامعات المميزة، وتمكين الكوادر الوطنية من قيادة وتحقيق تطلعات المملكة في مجالات أرحب في الفضاء، من حيث العمق في المناهج التعليمية في الزمن الحاضر بحيث تتناسب مع اكتشافات الفضاء المذهلة بواسطة الأجهزة الحديثة، والهيئة السعودية للفضاء تتيح برنامج الابتعاث لتنمية رأس المال البشري الوطني لقطاع الفضاء بالمملكة والتخصص في الجامعات.
ولهذه العلوم مهام رئيسية ومعرفية لا بد من توظيفها في المناهج، والعمل على التطوير وإعادة الأجزاء المبتورة من علومنا ومعارفنا التي أبلى فيها علماء المسلمين الأوائل وأكّدت أن دراسة الكون غاية أمرها فائق الأهمية وغرض مميز يجمع بين أنوار العلم والعقل ويحث على معرفة الحقائق العظيمة لخلق الله تعالى في الكون.