تنعم المملكة العربية السعودية بطرق برية واسعة وذات مواصفات عالمية تحمَّلت الدولة مبالغ كبيرة لتنفيذها في سبيل راحة المواطنين وسلامتهم، إلا أن هذه الطرق لا تلبث طويلاً دون أن يعتريها التصدّع مما يلزم معاودة الإصلاح ويصبح الأمر أسوأ مما كان عليه سابقاً والسبب الشاحنات، ولا أدري إن كان التنفيذ قد أسهم في ضعف الطريق وسهل للشاحنات هبوط التربة.. هذه الطرق السريعة ذات كثافة لا تنقطع خاصة الشاحنات ذات الأحمال الثقيلة بين ذاهب وعائد ليلاً ونهاراً، لدرجة أن من يرصد المخالفات يفتر أو يغيب وهي فرصة يهتبلها أصحاب الشاحنات المخالفة للأوزان للهروب عن عين الرقيب وربما حدث هذا أيضاً عن طريق الاتجاه لبعض الطرق الفرعية للإفلات من نقاط التفتيش وهذا جزء من المشكلة.. هذه الشاحنات ذات الحمولة الكبيرة هي التي ساهمت في هبوط الطبقة الإسفلتية وجعلها نتوءات وحفراً تلحق الضرر بالمركبات الصغيرة.
إن من الطرق السريعة التي تتعرَّض للتلف طريق شقراء الرياض المار بمحافظة حريملاء، هذا الطريق الشرياني ما إن ينتهي إصلاحه كاملاً أو جزء منه وبخاصة داخل المدن المار من خلالها إلا ونراه قد هبط لتعود المعدات لإصلاحه من جديد مما يشكِّل تكاليف باهظة واستنزافاً للجهود، فلا بد من وقف تلك التجاوزات وأيضاً التفكير بربط المحافظات بخطوط حديدية للتقليل من حركة تلك الشاحنات على الطرق الإسفلتية مما يخفف الحركة المرورية داخل المدن ويقلِّل من تلف الطرق وأيضاً تقليل الحوادث نتيجة السرعات والتجاوزات الخاطئة.