إبراهيم الطاسان
أمريكا.. الدولة الأكثر من دولة، الدولة الأقوى من دولة. هي :الولايات المتحدة الأمريكية الجمهورية الدستورية الفيدرالية، تضم خمسين ولاية. ولكل ولاية قانونها الداخلي. وليس للسلطة الفدرالية سلطة على أي من الولايات إلا فيما يندرج تحت سلطة الحكومة الفدرالية. ومع أن الولايات المتحدة تقع في المركز الثالث من حيث المساحة (9.83) مليون كم2, ونفس المرتبة من حيث عدد السكان. والناتج المحلي عام 2020 أكثر من (20) ترليون دولار. هذه الدولة بحجمها الهائل في كل شئ بقواتها الاقتصادية والعسكرية، وتأثيرها السياسي. تحكم بشعارات حيوانية موصوفة بالغباء [(الأفيال) (والحمير)] ونجد متخذي شعار الحمار الغبي الى درجة (انه لا يعرف أنه حمار) والفيل شعاره تحطيم ما أمامه في حال غضبه، وهي حالات تنطبق على الحزبين.دولة حكمت شعارات أحزابها الكبرى على تصرفاتها بالغباء في أكثر من واقعة. لعل أهمها العراق غزاه شعار (الفيل) الحزب الجمهوري. ويتلوه شعار الغباء (الحمار) الذي مكن الإيرانيين من العراق مقابل اتفاق نووي فاشل. ليتركه تركة لمن بعده (الفيل) يكابد أذناب ومليشيات الفرس. وأثر الغباء على مختلف المناحى السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط عامة. وخير مثال على الإحجام. أن بايدن ممثل الغباء الديمقراطي الذي أبرزت عمق غبائه نانسي باتريسيا بيلوسي بمواقفها من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس ترامب الجمهوري. نتيجة للغباء الذي يتمتع به المعجبون بالديمقراطية الأمريكية التى يصل المترشح لرئاستها الى كرسي الرئاسة بالمجمع الانتخابي الذي يمثل في الواقع هيئة المحلفين في القضاء الأمريكي. والسياسة الأمريكية الخارجية خاضعة لهذه القاعدة قاعدة الترجيح. فكل حزب ينقض نسيج الحزب المنافس، وهو ما يمثل الإقدام والإحجام بين الحزبين، والمتضررالاقتصاد الأمريكي، ولكن اقتصاديات العالم تتضرر نتيجة لتضرر الاقتصاد الأمريكي الذي يتمتع بديناميكية إنتاجية متنوعة. إقدام أمريكا على أفغانستان فهدمت كيان دولة محكومة بمجموعة متزمتة لا شك، لكنها لم تكن الفاعل الحقيقي لهدم رمز الكبرياء الأمريكي وأعني به (مركز التجارة) غزو برره بمطاردة القاعدة، فلم تنته القاعدة، بل نشأت فروعها الدواعش وبوكو حرام، وحركة البغدادي في العراق. فتركت أفغانستان لنفس الجماعة (الطالبانية) التي استولت يوم الأحد 15 اغسطس 2021 على العاصمة الأفغانية كابول تحت أنظار القوات الأمريكي. والأبراج لم تعاود الارتفاع بعد. إقدام فإحجام. لأن إدارة السياسة الأمريكية خاضعة لسياسات الأحزاب (الخراب) وإدارة الأحزاب خاضعة للتنافس بين الحزبين، والتنافس خاضع لمزاج كبار رجالات الحزب. أعلم أن المعجبين بالولايات المتحدة لن يوافقوا على كل أو بعص ما قلت، ولكن الواقع يوافقه. والعبرة في موقف الحكومة الديمقراطية من إيران وأذنابها في اليمن (الحوثيين) وفي لبنان وسوريا.