أسماء الحمد
ستتذكر وأنت تقرأ كتاب «30 سببًا تجعل الموظف يكره مديره» الكثير من المدراء السيئين الذين واجهتهم في حياتك المهنية وكأن هدفهم ليس نجاح العمل بل هدفهم أن يكرههم الموظفون مع سبق الإصرار والترصد، استوقفتني كثيرًا مقولة «الموظفون لا يتركون الشركات التي يعملون بها، بل يتركون الرؤساء السيئين فيها»، فبرأيي أن أسوأ موقف يمكن أن يكون فيه الموظف، هو أن يكون عالقًا في مؤسسة يقودها مدير سيئ، ومدير غير إنساني يتعمد إهانة موظفيه والتقليل من شأنهم واصطياد زلاتهم ومن ثم تضخيمها وإلقاء اللوم عليهم عوضًا عن إرشادهم وتحفيزهم للمحاولة مرة أخرى.
في الكتاب المشار إليه يلخص أعلى المقال بروس كاتجر وآدم سنايدر ثلاثين سببًا تؤدي إلى كره الموظف لمديره أهمها عدم احترام الموظف وحرمانه من بعض الصلاحيات التي يحتاجها لنجاح عمله وعدم الاستماع له وعدم تقديره أمام زملاءه.
ومن هنا يمكن للمدير السيئ أن يقود فريقًا جيدًا ويدمره، ويتسبب في هروب أفضل الموظفين ويفقد البقية الحافز للعمل، وبالتالي يخسر الجميع، وفي ذات الوقت يمكن للمدير الخلّاق أن يقود فريقًا سيئًا ويقوده للنجاح وهذا مما يدل على أهمية وتأثير المدير على فريق العمل سواء سلبًا أو إيجابًا، وقد أثبتت الكثير من الدراسات تأثير المدير السيئ على صحة الموظف النفسية والتي من الممكن أن تمتد لصحته الجسدية أيضًا، الغريب أن المدير السيئ لا يعْتبر من أفعاله ولا يستفيد من الدروس الماضية أو من مصير المدراء الذين على شاكلته، فعندما نقرأ سيرة «جاك ويلش» المدير الذي فاز بلقب مدير القرن العشرين وله منهج إداري يدرس في جامعة هارفارد يسمى «منهج جاك ويلش في القيادة»، نكتشف بأن السر الخفي في تحقيق أي نجاح أفضل مدير تنفيذي في العصر الحديث يكمن في التعامل الإنساني مع الموظفين وهذا ما اشتهرت به مدرسة جاك ويلش والتي أسست لنهج إداري يجعل فريق العمل يعمل كأسرة واحدة في أجواء عائلية، هذا المدير الذي أوصى بأن تفرح لمكافأة موظفيك وترقيتهم أكثر من فرحك لنفسك، في معنى إنساني باذخ هي من صنعت هذا النجاح منقطع النظير لجاك ويلش، ولذلك عندما خرج من العمل حصل على أكبر مبلغ تقاعد في التاريخ البشري الحديث بقيمة تجاوزت 470 مليون دولار، ومن هنا تكمن أهمية محبة الموظفين لمديرهم، إذ تعتبر هي الطاقة الكامنة للنجاح المهني، وفي المقابل تجد الكثير من المدراء الجهلاء يتنافسون على كسب عداوة وكره موظفيهم وكأن هذا الموظف عدو له. بعض المدراء ينحصر هدفه في العمل بإشباع رغبته أن يشعر بأنه مدير، للأسف تطور علم الإدارة ومنهجياته ومدارسه، ولا يزال بعض المدراء يصر على أن يكون أحد أسباب الأمراض الصحية لموظفيه! اللهم أدم علينا نعمة المدير الصالح، النقي والموقر..
خاطرة
مع غياب «شهر الشمس» نحن من يصنع السعادة!
دع كل ما يشعرك بالتعاسة أو الحزن وتقرب من كل ما يشعرك بالسعادة، فالابتعاد عن من يحملون الطاقة السلبية أصبح ضرورة حياتية، باختصار لا تدع أصحاب الطاقة السلبية يؤثرون فيك، فعندما يعاملك شخص ما بطريقة سيئة تذكر بأن الخطأ منهم وفيهم وليس فيك، فالناس الطبيعية لا يحطمون حياة الآخرين، لا تدع الأشخاص الخطرين سريعي الاشتعال عقبة في حياتك. فالبعض قد لا يقصد إيذاءك ولكنهم لا يفيدونك بشيء، هم معدومو الفائدة، ابتعد عنهم فوراً.
Hello Sweet September