عبد العزيز الهدلق
شهدت الجولات الثلاث الماضية من الدوري ارتفاعاً في مستوى الفرق على غير العادة، وارتفاعاً مبكراً في مستوى التنافس بشكل غير مسبوق، وتفاعلاً جماهيرياً وصل حد الخروج عن المألوف والمطالبة بإبعاد بعض اللاعبين الأجانب وإلغاء عقود بعض المدربين.!
وللأسف إن بعض الظواهر السلبية تجد من يدعمها ويغذيها، سواء من قبل برامج ومحللين، أو من مشاهير لاعبين وإعلاميين، وكل هؤلاء يجمعهم هدف واحد وهو الرغبة في تحقيق انتشار وتفاعل وزيادة متابعين.! فمخاطبة الجماهير عاطفياً تلقى رواجاً كبيراً، وهذا هو الذي يجعل البعض من مسؤولي الأندية والبرامج والإعلاميين يلجأ لذلك الأسلوب. وإذا كان هدف مسؤولي البرامج وبعض الإعلاميين معروفاً، فإن هدف مسؤولي الأندية مكشوف أيضاً، وهو إبعاد تهمة التقصير عنهم ورمي المسؤولية على عاتق المدرب، وجعله كبش الفداء الذي يتحمل تبعات كل ما يحدث.
وقد رأينا إلغاء ثلاثة عقود لمدربين حتى الآن، بمعدل إلغاء عقد مدرب واحد كل جولة.!! حيث رحل مدربو الاتحاد والتعاون والطائي. وهذه القرارات العاطفية التي تمت لإرضاء المدرج فقط تبعاتها كبيرة على المستوى الفني لهذه الفرق، وعلى الموارد المالية لهذه الأندية.
ولكنها تبعات غير مرئية لحظتها للجمهور، لذلك تقدم عليها الإدارات لتجاوز لحظة غضب المدرج وتحقيق رضاه.
الناقل الحصري والتركة الثقيلة
يتطلع متابعو الدوري السعودي مع الناقل الحصري الجديد لمشاهدة أداء مختلف في نقل المباريات، بعد سنوات طويلة من المعاناة مع التكرار الممل من النقل التقليدي والبرامج الكلاسيكية التي يطغى عليها الرتابة و(العشوائية والارتجال) وكذلك اللون الواحد.
ومع تولي شركة (ssc) يتطلع المتابعون نحو بصيص أمل في نهاية النفق ينقلهم لآفاق أرحب، وتطور غير عادي يخلصهم من حطام الماضي.
ورغم أن الشركة ورثت تركة ثقيلة من السمعة المهنية غير الحسنة، ومن عناصر اعتادت الرتابة في العمل، ومن تقنيات متقادمة، إلا أن الأمل كبير، بأن تخلع الشركة رداء الماضي، وتنطلق لمحاكاة التجارب الناجحة التي شاهدها المتابع ويعرفها جيداً، ويأمل أن يكون لدينا ناقل بمثل تلك النماذج، ولا ينقصنا شيء حتى نكون مثلهم وأفضل منهم، فالعناصر البشرية المؤهلة والمقتدرة بكفاءة موجودة، والنقص يمكن أن يكمل بعناصر أجنبية، والتقنيات الحديثة متوفرة لمن لديه الرغبة في التطوير، وصناعة الأفكار لإنتاج برامج مبتكرة وغير تقليدية متوفرة لدى الشباب المؤهل الذي يتحين اتاحة الفرصة له للعمل بعيداً عن حسابات الميول وألوان الأندية.
لازال لدينا أمل، وإن كان الوضع الحالي غير مرضٍ لأنه استمرار لما مضى.!! إلا أن الانتظار قائم لما هو قادم، وأهم ما يجب اتخاذه من خطوات حالياً ليشعر المشاهد بالتغيير التنبيه على مخرجي المباريات بترك الأساليب البالية بجعل الكاميرا ترقص مع الفريق المفضل، فيما تكون عيناً حمراء مع الفرق المنافسة، وأحياناً عين «عوراء» عن حقوق المنافسين.!!
زوايا
** بالمقاييس الفنية ظهر الفريق الهلالي كأفضل فريق في الجولات الثلاث من الدوري، ولأول مرة منذ سنوات طويلة يغير الفريق من أساليبه الهجومية ويضيف إلى الهجوم المعتاد من الأطراف هجوماً من العمق أيضاً بقيادة وصناعة البرازيلي بيريرا، الذي سيكون له شأن كبير في خارطة الفريق الأزرق هذا الموسم.
** الفوز على التعاون في الوقت بدل الضائغ غيّر كثيراً من قناعات النصراويين وأجل بعض قراراتهم، سواء في تغيير بعض العناصر الأجنبية أو حتى تغيير المدرب الذي كان على وشك الرحيل، وهكذا يصنع الفوز دائماً، فهو يخفي العيوب ويجعل النشوة تغطي كثيراً من الأخطاء، وإلا فالحقيقة أن مستوى النصر ضعيف فنياً، ومدربه متواضع، وتغييره سيكون حتمياً في القادم من الجولات.
** لعب التحكيم دورًا كبيراً في تغيير نتائج بعض مباريات الجولة الثانية، فالهلال خسر فوزًا مستحقاً أمام الباطن لولا إغفال غرفة «الفار» تنبيه الحكم لركلتي جزاء صريحتين لماريغا والشهراني. كما كانت الأخطاء التحكيمية حاضرة في لقاء النصر والتعاون، عندما أغفل الحكم طرد لاعب النصر عبدالفتاح عسيري بعد احتساب ركلة جزاء ضده لدعسه قدم لاعب التعاون بتهور، وهذا ما تسبب في فقد «السكري» نتيجة مباراة استحق نقاطها الثلاث.
** ليست المرة الأولى التي يطرد فيها اللاعب الأرجنتيني بانيغا ويتسبب في بعثرة أوراق مدربه وإحراجه وخسارة فريقه، لذلك فالجلوس مع اللاعب والتفاهم معه حول أهمية التخلي عن هذه السلوكيات مهم جداً، فهو لاعب كبير ويتسلم رواتب عالية وجاء لتحقيق إضافة نوعية، ولكنها لم تحدث حتى الآن.
** ايغور كورنادو لاعب الاتحاد سيكون له بصمة واضحة ليس على أداء النمور وحسب، بل على الدوري السعودي والمسابقات الكروية بما في ذلك بطولة أندية آسيا القادمة، فلقد وفق الاتحاد في استقطاب هذا اللاعب، والعين التي أشارت بذلك هي عين فاحصة، تملك رؤية فنية دقيقة.
** جمهور الأهلي مازال ينتظر من العالمي باولينهو الشيء الكثير، فلا يزال عطاء هذا اللاعب دون المأمول.
** اللاعب غير المنضبط خارج الملعب ينكشف خلال المباريات، وبالذات الذي يملك مهارات وإمكانيات عالية، يا ليت فهد المولد يعلم.