معالي وزير التعليم -يحفظكم الله-
حظي ذوو الإعاقة منذ إنشاء وزارة التعليم بعناية وإتمام ولاة الأمر يحفظهم الله.
فبعيد إنشاء الوزارة ببضع عقود، تم اعتماد افتتاح المدارس والإدارات المعنية بخدمة الطلاب والطالبات من ذوي الإعاقة.
تبنت وحرصت الوزارة على تطبيق آخر التطورات في مجال تربية وتعليم طلاب التربية الخاصة.
نوعت في فلسفة التعليم، ووفرت الكوادر البشرية المتخصصة، والوسائل والأدوات اللازمة لتحقيق أهداف العملية التعليمية.
ولضمان أن يكون العمل مؤسسياً، اعتمدت الوزارة استراتيجية تكونت من عشرة محاور، أشار محورها الخامس إلى تطويع التقنية اللازمة لخدمة الطلاب والطالبات في المدارس المعزولة، وفي برامج الدمج.
ولا تزال الوزارة مستمرة في تأمين الأجهزة والأدوات اللازمة سنوياً.
وقد كان لذلك الدعم نتائج إيجابية على الطلاب، فقد تمكنوا من التغلب على النقص الناجم عن آثار الإعاقة، فنجحوا في الالتحاق بالجامعات، وخوض بيئات العمل.
وتهدف التقنية المساعدة (Assistive Technology) بما تحويه من أدوات وأجهزة وتطبيقات في مجال التربية الخاصة، إلى تيسير الوصول إلى المحتوى التعليمي، إلا أنها قد تتحول إلى عائق إذا ما جانب استخدامها الصواب.
صاحب المعالي، يجتهد بعض صناع القرار من المعنيين بالتربية الخاصة، باتخاذ قرارات من شأنها تعطيل تنمية المهارات التعويضية الأساسية عند إلغاء الأسلوب التقليدي في التعليم للصفوف الأولية، ظناً منهم بأن التقنية المساندة هي البديل الأمثل.
وقد لوحظ ذلك من خلال تبني فكرة إلغاء الكتب المطبوعة بطريقة برايل للطلاب المكفوفين بدءاً من صفوف المرحلة الابتدائية، والاستعاضة عنها بالكتب الإلكترونية.
والواقع أن الطفل في تلك المرحلة المبكرة، يكون بحاجة إلى تنمية المهارات المعرفية والإدراكية القرائية مثل: تنمية حاسة اللمس، تكوين صورة ذهنية لفنيات القراءة مثل: العنوان الرئيس، والعناوين الجانبية، والمقاطع، ومعرفة الهامش، ومكونات الجدول، والأشكال الهندسية والرسومات والخرائط البارزة.
كما يتعلم مهارات القراءة بالتتبع باليدين في السطر، والانتقال بين الأسطر.
وهذه المهارات القرائية لا يمكن تحقيقها بشكل فني صحيح عند استبدال الكتاب المدرسي بطريقة برايل، باستخدام الأسطر الإلكترونية.
إن الأسطر الإلكترونية عبارة عن أجهزة كفية صغيرة الحجم، تتكون من عدد من المفاتيح، ويوجد في كل جهاز سطراً إلكترونياً بلاستيكياً، يُظهر العبارات والكلمات بطريقة برايل، ثم يخفيها.
وما يميز هذه الأجهزة: أنها تستطيع تخزين الكتب المدرسية، كما أنها تمكن المستخدم من الكتابة والحفظ، وتصحيح الأخطاء بشكل مباشر.
هذا إلى جانب قدرتها على الاتصال بشبكة الإنترنت.
ولكن ما يعاب عليها: أن عدد خلايا السطر المحدودة، يجعل عدد الكلمات في السطر قليلة، كما أن السطر لا يظهر الرسومات والأشكال.
كما أن الكفيف يستخدم فيها يداً واحدة للقراءة، هذا بالإضافة إلى أن أسعارها مرتفعة والذي قد يصل تكلفة الجهاز الواحد منها نحو 18 ألف ريال..
كما يصعب صيانتها محلياً، إلى جانب صعوبة توفير جهاز بديل للجهاز المتعطل.
ونظراً لمحدودية عدد المفاتيح في الجهاز، فيضطر المستخدم إلى استعمال المفتاح الواحد للقيام بأكثر من عملية، وهذا يشكل تحدياً أمام صغار المكفوفين.
صاحب المعالي، فئة المكفوفين فئة غير متجانسة، فبالإضافة إلى تمايزهم في قدراتهم العقلية، فهم يتأثرون بزمن حدوث الإعاقة، ودرجتها، ونوعها، والإعاقات المصاحبة لها.
لهذا فمجال تعليمهم بحاجة إلى تطوير في الجوانب التالية:
ـ التركيز على تنمية مهارات القراءة بطريقة برايل من خلال توفير كتب مطبوعة بطريقة برايل.
ـ إعادة طباعة الكتب المدرسية بطريقة برايل في المطابع التابعة لجهاز الوزارة، بعد دعمها بالأجهزة والفنيين، لتخفيف التكلفة الباهظة لطباعتها لدى القطاع الخاص.
تمكين البرامج الناطقة من الوصول إلى الكتب المدرسية، والأنشطة المعرفية والإثرائية بصيغتها الإلكترونية التي تنتجها الوزارة.
ـ رفع كفايات المعلمين في مجال فنيات تعليم طريقة برايل، وتعلم نظام الاختصارات العربية والإنجليزية، ونظام رموز الرياضيات والعلوم.
ـ صيانة آلات الكتابة اليدوية بيركنز (Perkins Braillers) والتي يوجد منها عدد كبير مُعطل في المعاهد وبرامج الدمج، مع الاستمرار في تأمينها خصوصاً لطلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة.
ـ الاستمرار في توفير الأجهزة الإلكترونية لطلاب المكفوفين، بحيث تكون أجهزة مساعدة للكتاب المدرسي المطبوع بطريقة برايل وليست بديلاً عنه.
ويبدو أن الفرصة سانحة الآن لأن تتبنى الوزارة مشروع إنتاج أو تطوير جهاز برايل كفي إلكتروني، يكون ملكاً للوزارة، يستخدم مفاتيح قليلة ومحددة لطلاب المرحلة الابتدائية، فهذا سيوفر على الوزارة تكاليف باهظة للشراء، كما يُمَكن الوزارة من إجراء التطوير والتحديث والصيانة محلياً.