عبده الأسمري
لا يمكن لأي إنسان على وجه هذه الأرض أن يكون «منتصراً» في كل محطات حياته.. فللنفس تفاصيل مكبوتة تظل في أعماق «السرية» في حالة «التقهقر» ما لم يسقط الإنسان في «حديث» فضفاض ارتدى «العلن» أو يقع في «حدث» محتوم توسم بالفجأة في وقت يجهل فيه العديد من البشر أن تجرع «الألم» يصعد في حالات عدة إلى مستوى «الانتصار».
في محطات العمر اتجاهات مشكلة تتفاوت بين التدبير والتسيير وتتباين ما بين التفكير والتغيير يسير الإنسان فيها وهو يحمل على أعناقه «إرثاً» منقولاً بين سنوات الحياة فأما أن يثقل كاهله ويتوقف وإما أن يكون جريئاً فيتخلص منه بالنسيان أو الكبت أو أن يظل مسدداً لثمن قادم في سنين مقبلة فيبقى «رهيناً» لحتمية «الظروف» وضرورة «التعايش» فإن تحلَّى بالصبر وكان قادراً عبر وظفر وإن ارتهن للانكسار وكان ضعيفاً تقهقر وانهزم.
لا يطلع على «خفايا» الذات إلا الله سبحانه وتعالى وتبقى «المناجاة» الصادقة «نجاة» حقيقية يستطيع الإنسان من خلالها «اللوذ» بالرحمن الرحيم و»الفرار» إلى قاضي الحاجات وجابر العثرات ومجيب الدعوات حينها ترتفع في «أعماق» النفس قوة عظيمة لا يعرف أبعادها إلا من وضع خطة «اللجوء» إلى الله حلاً سريعاً يقتضي «الإنابة» المرتبطة بالإجابة ويتوجّب الاضطرار المقترن بالفرج.. ويحتم الذل المرتهن بالطلب ويوظّف الرجاء المشفوع بالعطاء..
يسرد العديد من المتميزين «ملاحم» النجاح «في حياتهم وترميهم «عزة» النفس إلى عدم النظر إلى «عواقب» الفجائية التي قد تعترض هذه النجاحات في مستقبل قادم وقد تقلّل منها وقد تعيد الإنسان إلى سيرته الأولى في ظل ثبات مؤقت على الوضع أو إثبات وهمي على القدرة في حين أن هنالك من نالوا ذات «العطايا» ولكن بتميز أفضل من خلال التدقيق في «مؤشرات» التنافسية بين النماذج تحت ظلال «المعطيات» ومظلة «التسهيلات» لذا تبقى مراكز «الارتقاء» وإن تساوت «المراكز» مختلفة «خرائط» العوائق و»طرائق» الوصول التي تفرق بين القدرات الفردية لكل إنسان.. فالبعض نال الفوز من بوابة «التسهيل» وآخرون حققوا «النصر» من مكامن «التعقيد».
يتناسى العديد من الفائزين والمنتصرين والناجحين الطرق الأولى في الحياة والتي شكلت «ملامح» المطامح وأبرزت «شواهد» المشاهد.. فيتغافلون عن جوانب دعم الآخرين ويتجاهلون عطايا عون الغير فتحيط بهم «مكائد» «الأنانية» التي تسقطهم في مصائد «الخذلان» وترميهم في «حبائل» النكران.. لذا فإن هؤلاء «الصاعدون» على الأكتاف والمتسلِّقون على الحظوظ أصحاب «وهج» مؤقت سرعان ما تطفئه «فرضيات» المنطق و»مسلَّمات» الحقائق..
على مر «التاريخ» وفق وقائع مثبتة بالبراهين والأدلة والحجج فإن عدد كبير من «العلماء» و»الأدباء» و»الفضلاء» وصلوا إلى منصات «التكريم» و»مواقع» التتويج من طرق بالغة «الصعوبة» وعرة «المسالك» واجهوا «الظروف» بذوات قوية تسلحت باليقين.. تعرضوا لهزائم مريرة حولوها إلى «عزائم» للبصيرة مستفيدين من الأخطاء معتبرين من الأهواء حتى تعرفوا على أسرار «الذات» وتعمقوا في اقتدار «الأنفس» فوظّفوا المواهب واستغلوا المهارات واصمتوا «صيحات» المحبطين وأوقظوا «ضمير» الداخل وأعلنوا «همة» المواجهة حتى انتصروا وتميزوا وكانوا «نماذج» واقعية تقتضي «المحاكاة» وتتطلب «الاحتذاء» وتوجب «الاقتداء» فأين الأجيال عن دراسة هذه «الأمثلة» البشرية في وقت تغيّرت في «موازين» الحياة وتبدلت وسطه «معادلات» التقييم.
يجب أن يعلم الإنسان أن هزيمته منبع لعزيمته حتى وإن هاجمته «موجات» الإحباط» وأتعبته «هجمات» الحيرة» عليه أن يعيد «الحسابات» الذاتية في أسباب «الهزيمة» وأن يضع «الإعدادات» الكفيلة بإعلان العزيمة حتى يخرج أولاً من «دوائر» الخوف إلى «بصائر» الأمان ثم يشحذ «همته» بالتوكل المطلق على الوكيل عزَّ وجلَّ ثم «الأخذ» بأسباب الخروج من عمق «الأزمة» إلى أفق «المهمة» والنظر نحو «آفاق» الإصرار والتحفّز بقوى «الاعتبار» التي تكبر مع الوقت وتسمو مع التفاؤل ليجد نفسه قريباً من الآمال ماضياً نحو الانتصار المشفوع بالاقتدار الذي تصنعه البدايات الجادة التي تؤول إلى نهايات مجيدة.