نجلاء العتيبي
مع بداية كل عام دراسي تتجددُ ذكريات الكبار حول أيام الدراسة وتلمع أعين الصغار فرحةً بالعالم المجهول الجديد.
أصدقاء جُدد،
أدوات مدرسية،
ألوان حقائب زاهية،
أحلام تُرسم بالطبشور،
أناشيد طابور الصباح،
الحلوى المخبأة في أدراج الصف،
كثيرًا ما يرتبط هذا اليوم بمواقف تعلق في الذاكرة لا تُنسى ولا تفارقنا.
من منا يتذكّر السؤال الممل التقليدي في يومنا الأول الذي سمعناه مراراً وتكراراً بين المدرسة والمنزل تترد أصداؤها
في كل مكان حملنا هم الإجابة قبل أن نتعلّم الكتابة
وش تحب تطلع يا شاطر؟
دكتور، مهندس، مدرس،
وإلا مدير أو أحسن طّيار بنا تطير!
حينها لم يكن أكثرنا يعرف حقاً ما يعنيه السؤال قبل الإجابة أيضاً نخاف من عدم الرد أو إبداء الجهل بالاختيار ما أسرع الزمن وما أجمل عجلة التطور.
تعددت التخصصات الآن واتسع سوق العمل.
فلكل مبدع مجال.
والغالب اختار ما سيكون في المستقبل وأصبح ما يريد،
لكن ما زال الحزن يعتريني على حال من يقع تحت وطأة تسلط من يحدد له مستقبله ويفرض عليه رغبته في تخصص معين لا يحقق طموحاته ولا يتوافق مع قدراته وميوله العلمي ولا يتناسب مع مقومات شخصيته.
عالق هو بين نارين
أن يُرضي ذاته ورغبته في تحقيق حلمه،
أو يخالف رأي من يحب؟
«كشفت إحصائية أجريت في الوطن العربي، أن أكثر من 10 بالمئة من الآباء يتدخلون في اختيار الرغبات الدراسية للأبناء لرغبة الأب في توريث مهنته لابنه، أو الرغبة في أن يمتهن الابن عملاً معيّناً تراه الأسرة أفضل بالنسبة إليه من الذي يريده هو، لتأمين مستقبله هذا بالنسبة إلى الأبناء الذكور.
أما بالنسبة للإناث فوجدت الإحصائية أن أكثر من 40 بالمئة منهن يخضعن لتدخل الأسرة في اختيار رغباتهن نظراً للظروف الاجتماعية والعادات والتقاليد التي تحكم المجتمع.
وأكد الباحثون أن عملية اختيار الطالب للتخصص الذي يريد الالتحاق به والاختصاص الجامعي من العوامل التي تؤثّر على شخصيته سواء على المستوى النفسي أو الاجتماعي أو الدراسي والتعليمي.
دعوهم يلتحقون برغباتهم يرسمون ملامح مستقبلهم..
ساعدوهم في الاختيار.. تجرّدوا من المظهر الاجتماعي وأحلامكم الشخصية.
«ضوء»
كل لحظة تطرح على الإنسان موقفاً وتتطلب منه اختياراً بين بديلات وهو في كل اختيار يكشف عن نوعية نفسه وعن مرتبته ومنزلته دون أن يدري.
- مصطفى محمود -