أحمد المغلوث
هل كان يتوقَّع ذلك الفتى الأوكراني «جان كوم» يوماً ما أن يصبح من أشهر مبدعي التقنية في العالم ومن أصحاب المليارات خلال سنوات معدودة عندما هاجر مع والدته إلى أمريكا.. قبل عقود، ومنذ بدأ مع صديقه وزميله بريان أكتون على مقاعد الدراسة في مواصلة تجاربهم في ابتكار وإعداد منصة لرسائل متطورة وسهلة الاستعمال يقبل عليها الجميع. ومع مرور الأيام تعرف جان وبريان على جيم جويتز من شركة سيكويا واجتمعوا معاً في مبنى مهجور كان سابقاً مبنى للخدمات الاجتماعية وكان أيامها كوم يقف في الطابور في انتظار دوره لتسلّم كوبونات الإعانة الحكومية اجتمع الثلاثة في ذات المبنى ليوقعوا معاً صفقة بالمليارات، فباع خدمة الواتساب لشركة فيسبوك بـ19 مليار دولار والتي حققت للشركة خلال عام واحد عشرات الملايين بسرعة غير متوقّعة، وبالتالي بات هذا التطبيق (الصديق) الأكثر استخداماً في العالم، بل إن مستخدميه تجاوزوا المليار ونصف المليار مستخدم.. وصارت الكثير من المؤسسات الحكومية وحتى الخاصة في مختلف دول العالم تعتمد عليه في التواصل مع المواطنين والذين يحتاجون إلى الاستفسار عن خدمات معينة نظراً لكونه يمتاز بخصائص ومزايا مفيدة وعملية خلال التواصل عكس الرسائل النصية التي لا يستفاد منها كثيراً، حيث بعض الإدارات أو الشركات ترسل رسالة نصية لكنها لا تستقبل الملاحظات أو وجهات النظر التي يجب أن يعلم بها الطرف الأول.. وهذا يعتبر إهانة للطرف الثاني، وتصرف غير مقبول ومحمود، واليوم نجد أن ملايين من البشر وفي مختلف دول العالم عادت علاقاتهم وذكرياتهم من خلال تواصلهم عبر «الواتساب»، وبات بالتالي هذا التطبيق يشكِّل للجميع صديقاً لطيفاً ولا يكلِّف شيئاً إلا من خلال الكتابة أو تحميل الصور أو القيام بتحويلها سريعاً لم تحبه وتتشرَّف بأن تتواصل معه ليدوم الود والصداقة وذكريات الزمالة. بل بات هذا التطبيق - كما قرأت عنه منذ فترة- متاحاً على أجهزة الكمبيوتر الشخصية والمحمولة من خلال برامج محاكاة خاصة. لقد حدثني أحد الزملاء القدامى أن الواتساب جعله يعود مجدداً للتواصل مع أحبة من زمن الدراسة؛ وذلك عبر تبادل كل جديد ومفيد رغم أنه يقول أحياناً تصله صورة باسمه أرسلها لأحد زملائه، وبعد شهور تصل إليه لا من هذا الزميل وإنما وصلت إليه من صديق واتسابي من دولة خليجية؟! ويضيف هذا الزميل أن الجميل أن بطاقات صباح الخير ومساء الخير وقبل هذه مختارات منلآيات القرآنية الكريمة والأدعية المؤثِّرة باتت تنافس الصور التي تصل إليه بصورة «تسونامية» ولا يخفي إعجابه بها ولتميزها فراح يحمِّلها في ملف خاص، ومن الأشياء الطريفة التي تسعده هو أن حرمه المصون الستينية والتي كانت ترفض فيما مضى تغيير جوالها «النوكيا» نظراً لاعتزازها به، ولوجود هواتف قريباتها وزميلاتها وحتى نساء الحي فإذا بها تفاجئه بجوالها الجديد آخر موديل من الآيفون، بل الذي أثار دهشته إرسالها له مقطع من إحدى مشاهير «السناب» تعرض إحدى الحقائب النسائية الثمينة، وتقول وبدون تردد: نفسي يابو هادي تهديني مثل هذه «الحقيبة» قل تم..؟!