سهوب بغدادي
فيما عاد هذا الأسبوع طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية المحصنين من الفئة العمرية 12 - 18 عاماً إلى مقاعد الدراسة حضورياً في كل من مدارس التعليم العام الحكومي والأهلي، وذلك في مستهل عام دراسي استثنائي عقب أزمة عالمية صحية متمثلة بالفيروس المستجد، فحمداً لله على توفيق المولى الذي وهبنا العلم للتغلّب على الأوبئة الفتَّاكة، وحمداً لله على التدخل الريادي للقيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية التي كان لها الأثر الجلي في عدة مواطن خلال الجائحة محلياً وإقليمياً وعالمياً، إذ اختص قرار عودة الدراسة حضورياً الأعمار التي شملتها وزارة الصحة باللقاحات، وقرَّرت وزارة التعليم تباعاً السماح بدخول الهواتف المحمولة لكل طالب، لوجود الحاجة لتطبيق توكلنا للطلاب والكوادر العاملة في التعليم. من هنا، نتوقف كأهالي على مسألة مدى وعي الطالب الدارس حضورياً، فهل سيعي أنه بمجرد دخوله المنزل يتحتم عليه أن يفعل مبدأ الرقابة الذاتية؟ بمعنى أنه قد يشكِّل مصدر عدوى للوالدين والأشقاء الأصغر سناً والأجداد وكبار السن، فعوائلنا ممتدة ولدى كل أسرة أكثر من طفل، فما الطريقة المثلى لحماية الفئات المعرَّضة لتعقيدات الإصابة بالفيروس -لا قدَّر الله- وصغار السن خاصة ممن خصص لهم التعليم الإلكتروني لوقايتهم، فهل تمت وقايتهم فعلياً؟ أكبر دور وزارتي الصحة والتعليم خلال الفترات الماضية فكان لهما الدور الفعَّال والاستباقي على الدوام إلا أن هذا الأسبوع مفصلي من خلال تلمّس ودراسة عدد حالات الإصابات ككل وليس عدد الإصابات في المدارس فقط، باعتبار أن الطلاب والعاملين في التعليم محصنين مسبقاً، إلا أنهم قد يتسببون في نقل الفيروس للفئات غير المحصنة أو المعرَّضة للخطورة، أو إصابتهم بعد (التحصين) بأعراض خفيفة. كل ذلك وغيره من الوقفات التي تتزامن مع العودة إلى الدراسة حضورياً تعد أموراً بالغة الأهمية وتستوجب توعية كل من الطالب والأهالي والكوادر التعليمية -حفظهم الله- بطرق الوقاية الشخصية وحماية الغير أيضاً حتى نصل إلى بر الأمان بانتهاء الأزمة -بإذن الله تعالى.