علي خضران القرني
وهكذا يستمر قطار الرحيل من الحياة، لا يتوقف لأن الإقامة فيها غير دائمة، والرحيل مستمراً، وهي (لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شأن).
الموت نقاد على كفه
جواهر يختار منها الجيادُ
* انتقل إلى رحمة الله تعالى مأسوفاً عليه، قبل أيام الشيخ بيشي بن أحمد وهاس، أحد أعيان مدينة (ثريبان) بالعرضية الجنوبية، ومندوب تعليم البنات بها سابقاً، وأحد أئمة الجوامع بها، وينتمي أسرياً لأسرة آل وهاس إحدى الأسر العريقة مكانة وتاريخاً، في مدينة (ثريبان) بالعرضية الجنوبية، بعد معاناة مع المرض لم تمهله طويلاً.
* وقبل أن يكون الراحل أحد أبناء منطقة العرضيات التي انتمي إليها مولداً ونشأة، فقد توطدت العلاقة والتواصل بيني وبينه عندما تعين مندوباً لتعليم البنات بالعرضية الجنوبية (ثريبان) وكنت حينها أحد مسؤولي تعليم البنات بالطائف.
* وقد عرفت في شخصه -رحمه الله- الإخلاص في العمل والتفاني فيه، ومساعدة الناس، والحرص على قضاء حاجاتهم ومطالبهم، قدر المستطاع، وكان على خلق وتواضع واستقامة ومثالاً وقدوة في عمله ومسيرته العطرة، والإسهام في أعمال الخير والإصلاح بين الناس.
* وقد أبلى بلاءً حسناً، خلال عمله كمندوب لتعليم البنات التي تأسست على يده منذ افتتاحها، والتي كانت تتبع محافظة القنفذة آنذاك إدارياً قبل تحويل منطقة العرضيات أخيراً إلى محافظة مستقلة، وبجهوده الموفقة ومساعيه الخيرة وحرصه الدائم، جعل منها إدارة نموذجية إدارياً وتنظيمياً وأداءً وشجع وسهل قبول تعليم بنات تلك المنطقة إلى الإقبال على التعليم، ولم يأبه بما تعرضه من خسائر مادية، ومتاعب ومصاعب خلال تلك الحقبة من الزمن، فقد استعان عليها بالصبر والاحتساب طمعاً فيما عند الله من الأجر والثواب.
* رحم الله (أبا أحمد) وأسكنه فسيح جناته وجزاه بما عمل وقدم وأنجز لأمته ووطنه وقيادته خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته، وألهمنا جميعاً وأسرته وكل زملائه ومن تعامل معه في فقده الصبر والسلوان.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.