عثمان بن حمد أباالخيل
القيم الإنسانية، القيم البشرية قيم نبيلة قيم تؤثر على تعامل الإنسان مع الآخرين، القيم الإنسانية كثيرة ومتنوعة وتاج تلك القيم الاحترام. وللاحترام تعاريف كثيرة لكنها جميعها تصب في أجمل وأخضر أنهار العالم وأشدها زُلاَلاً، الاحترام مجموعة من المشاعر الإيجابية المتمثلة في الحب والعناية والتقدير والاعتراف بجميل إنسان وهو من الخصال الشخصية، أقتبس (الاحترام فوق كل شيء، فوق الصداقة وفوق القرابة وفوق الحب أيضاً) ويليام شكسبير. وللاحترام صور كثيرة ومنها احترام الذات وهي الغرسة الأولى لجميع الاحترامات، احترام الآخرين، احترام التقاليد الاجتماعية، احترام الإنسان للقوانين والأنظمة، احترام الوالدين، احترام المرأة، احترام كبار السن، احترام ذوي الاحتياجات الخاصة. وتتلخص تلك الاحترامات احترام الانسان للإنسان الآخر.
الاحترام مطلب كل إنسان يعيش على الكرة الأرضية، الاحترام كما هو قيم إسلامية فهو قيم إنسانية. لماذا هناك من لا يظهر الاحترام للآخرين، هل هو إنسان غير محترم ومن أقوالي:( من لا يحترِم لا يُحترمْ). وأتساءل أيهما أهم الحب أم الاحترام في الحياة الزوجية؟ أيهما أهم المال أم الاحترام، أيهما أهم احترام آراء الآخرين أم السخرية صوركثيرة من التساؤلات، الإنسان ليس في حاجة إلى أن يكون غنياً أو ناجحاً لكي يُعامَل باحترام فديننا وإسلامنا وعقيدتنا وقيمنا كلها تدعو لاحترام الذات كما هي قيم إنسانية عالمية. عين الصواب قد نختلف في الرأي ولكن يبقى للاحترام سِمة في التعامل، قد يختلف الزوج مع زوجته لكن يبقي الاحترام هو سيد الموقف، قد يختلف الأب مع ابنه لكن يبقى الاحترام سيد الموقف، ما أجمل الاحترام حين يكون نابعاً عن قناعة وليس عن أمور دنيوية ومصالح شخصية. ومن ركائز الاحترام أن نعطي لكل شخص مرتبته وقيمته في المجتمع، ولا نبخسه حقه الذي وصل إليه بجهده وكفاحه الشخصي ولا نستهزئ بالآخر مهما يكن الآخر عن قصد أو عن غير قصد فإن لكل إنسان حرمة خاصة يجب أن نحترمها ولا نتعداها. ليكن خيارك الأول في الحياة الاحترام وعليك أن تؤمن بأنك جدير بالاحترام.
لا يُساورني الشكْ مُطلقاً إنّ الاحترام هو عصب الحياة وليس المال كما هو معروف ومتداول بين الناس، المال مهم في حياة الإنسان فهو يلبي حاجات الإنسان وتطلعاته لكنه لا يلبي حاجات الذات. وما فائدة الحب إذا لم يكنْ مبنيا على الاحترام لا على المصلحة الشخصية، ومعروف عند الناس المحترمين أن أرقى أنواع الاحترام هو الاحترام من أجل الاحترام واسوأها الاحترام النفعي، وهو الذي مصدره المصلحة الخاصة، وهذا هو المنتشر في أغلب شرائح المجتمع، وما يؤلمني هو احترام الخوف الذي يدل على إلغاء الذات والتفكير العقلاني والتصرف في حدود ضيقة أضيق من سمْ المخيط.
وفي الختام عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: (أنّ رسولَ اللهِ- صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ بشرابٍ فشَرِبَ منه، وعن يمينِه غلامٌ، وعن يسارِه الأشياخُ، فقال للغلامِ: أَتَأْذَنُ لي أن أُعْطِيَ هؤلاءِ؟ فقال الغلامُ: واللهِ، يا رسولَ اللهِ، لا أُوثِرُ بنصيبي منك أحدًا. قال: فتَله رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- في يدِه)، قمة احترام الغلام لكبير السن. نحن بحاجة لاحترام بعضنا بعضا من أجل الاحترام وليس من أجل المال، وإذا ساد الاحترام بين الناس أصبح المال عنوان المحبة والسلام.