د. عبد الرزاق بن حمود الزهراني
يبدو أن هناك أناساً يعارضون أي شيء فيه رائحة الإسلام، ولو جاءهم رسول الله والخلفاء الراشدون لرفضوهم بحجة أن العصر تجاوزهم، وأنهم (دقة قديمة). هؤلاء لا يعلمون أو يتجاهلون أن الإسلام نظام حياة متكامل، فيه جميع النظم الاجتماعية، والسياسة جزء منه، وفي القرآن آيات كثيرة حول هذا الجانب.
لا يريدون المرأة إلا متعرية، ولا يريدون إلا عبادة (الحرية) الصنم الجديد، وهي عبادة الشهوات، شهوات البطن والفرج، وهم يعلمون أنه لا يوجد حرية مطلقة وإلا تحولت الحياة إلى فوضى، والعالم في الشرق وفي الغرب تحكمه القوانين، ولكن الحرية أصبحت مثل قميص عثمان يرفعه أصحاب الأهواء والشهوات الذين أصبحوا مثل ثور المجرة، يعلي بهم أسيادهم ويهوِّمون، وإذا تركوهم ضاعوا كما رأيناهم في مطار كابل.
مشكلة الإسلام، وقد قلتها أكثر من مرة، في المتشددين الذين يحرِّمون ما أحل الله ويعسرون على الناس في أمور يسرها الله لهم، وفي المنحلين المتحللين الذين يحلون ما حرم الله، يريدون تحليل السفور والفجور والخمور والربا، يريدون تحليل السحاق والشذوذ اقتداء بوزير النقل الأمريكي وغيره. تاريخنا وعزتنا ودورنا في العالم مرتبط بالإسلام، يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (نحن أمة أعزها الله بالإسلام فمتى ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله).
ويقول الملك عبدالعزيز -رحمه الله: (أما نحن فلا عز لنا إلا بالإسلام، ولا سلاح لنا إلا التمسك به، وإذا حافظنا عليه حافظنا على عزنا وهو سلاحنا، وإذا ضيعناه ضيعنا أنفسنا؛ وبؤنا بغضب الله).
والإسلام كما قال الشيخ صالح الحصين -رحمه الله- كنز أغلى وأثمن من النفط، فيه حل مشكلات العالم الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والروحية وغيرها، ونحن نقدمه للعالم مجانًا.
ورغم ذلك فالغرب لم يتوحد لحرب فكرة مثلما توحد لحرب الإسلام حتى أن كلمة إرهاب أصبحت مرادفة عند بعضهم لكلمة إسلام. ولكن {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}، {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}.
رغم كل ذلك فالإسلام أسرع الأديان انتشارًا في العالم، ومعظم الذين يسلمون هم من رموز المجتمعات في الشرق وفي الغرب.
المهم أننا نحن المسلمين نطبق الإسلام دون إفراط ولا تفريط، ودون ضرر ولا ضرار، وأن نبتعد عن التشنجات وأن لا نكون من الذين يخربون بيوتهم بأيديهم، ولله الأمر من قبل ومن بعد. والله الموفق.