كان لرحيل الشيخ أحمد الهوشان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته أبلغ الأثر على محبيه وأهله..
فهو رجل البر والخير والجود الذي يبذل بعطاء وينفق بصمت.. فرحمه الله تعالى برحمته وتغمده بواسع فضله وعظيم منته.
ولم استوعب بذات السرعة والكيفية خبر وفاة شخصية عامة ومؤثرة من رجال المال والأعمال والمشاريع الخيرية كما جاء خبر وفاته..
كان ذلك وقع الصدمة علي شخصياً إذ تربطني به علاقة خاصة منذ انضمامي لمجموعة الهوشان قبل 14 سنة تقريبًا يسودها الوفاء والحب لهذه القامة الكبيرة التي رحلت عنا إلى أرحم الراحمين، وظللت على مدى سنواته الأخيرة أسأل عنه كثيراً وأحاول زيارته للاطمئنان عليه وعلى صحته حتى جاءت السنتين الأخيرتين بعد كورونا ولم نتمكن مطلقاً من زيارته ولا السلام عليه نظراً للاحترازات الوقائية.
كان أبو فهد - عليه شآبيب المغفرة والرحمة - يشغل عدة مناصب سابقة، فهو عضو في مجلس إدارة مؤسسة اليمامة الصحفية التي تصدر عنها جريدة الرياض ومجلة اليمامة إلى جانب كونه كاتباً ومحرراً صحفياً قديراً ورئيس تحرير لجريدة الرياض سابقاً.
بعد العمل الصحفي المضني تفرغ الفقيد للعمل التجاري الخاص لكنه لم ينس رفقاء الدرب وزملاء المهنة الصحفية كما لم ينس الوقوف على احتياجات العديد ممن ساق الله لهم الخير على يديه بعد أن من الله عليه بفضله.
في هذا العمل التجاري كان الشيخ بمثابة الأب قبل أن يكون المدير والأخ قبل أن يكون الرئيس والمحب المشفق الذي لازمنا سنين عدداً حينما كان يقود العمل الإداري ويدير منظومة ضخمة هي (مجموعة الهوشان القابضة) وما ينطوي تحتها من الشركات والمصالح التجارية، وكان يشار لمن يعمل في مجموعة الهوشان بالبنان، إذ كانت الشركة في أوج ازدهارها وعنفوان نشاطها ويعيش الموظف فيها بنفس مستقرة وراحة بال وامتيازات كثيرة يحسده الكثير عليها ولا يزال.
كان الشيخ رحمه الله مثالاً يحتذى للإدارة الحكيمة والرأي السديد ووضع الأمور في نصابها الصحيح، ولمس هذا العشرات بل المئات من الموظفين الذين مروا على هذا المجموعة العملاقة شركة الهوشان القابضة التي أصبحت ناراً على علم ويعرفها القاصي والداني ولها العديد من الفروع المنتشرة حول الخليج والعالم العربي الكبير.
للفقيد جهود ضخمة في المجال الخيري أيضا يعرفه البعض ويجهل الكثير منهم ذلك فلا تعلم يمينه ما تنفق شماله، وله يد بيضاء على الكثير ممن عمل معه ولازمه سني عمره، ونحن نرفع أكف الضراعة دوما أن يتغمده الله برحمته ويكلأه برعايته، ويجزيه خير ما جزى والد عن ولده ورئيس عن مرؤوسه ومدير عن من تحت يده.
والله من وراء القصد
** **
- عبدالله بامعيبد