واس - المدينة المنورة:
ما كان لمسجد القبلتين الواقع في الجهة الشمالية الغربية من المدينة المنورة أن يكون له هذه الأهمية لولا أنه شهد تحول القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام. والذي يذكره أهل السير في مسجد القبلتين وسبب تسميته، أنه كان يسمى مسجد بني سلمة، فقد قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم زار أُمّ بِشْر بْن الْبَرَاء بْن مَعْرُور فِي بَنِي سَلَمَة فَصَنَعَتْ لَهُ طَعَامًا، وَحَانَتْ الظُّهْر؛ فَصَلَّى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْحَابِهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أُمِرَ فَاسْتَدَارَ إِلَى الْكَعْبَة، وَاسْتَقْبَلَ الْمِيزَاب، فَسُمِّيَ «مَسْجِد الْقِبْلَتَيْنِ». ويقع المسجد في الوقت الحالي على مساحة 3920 مترًا مربعًا على طريق خالد بن الوليد حيث يشهد أعمال تطوير تحت مسمى «مشروع مركز القبلتين الحضاري» تشرف عليه هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة. ويشمل مركز القبلتين الحضاري المسجد الواقع في منطقة القبلتين، التي تقع في الشمال الغربي من المسجد النبوي، بمساحة تعادل 7500 ألف متر مربع. يشمل نطاق المشروع إنشاء ساحات المسجد وتنظيم شبكة الطرق والحركة، وعمل مواقف سيارات. كما يهدف مشروع مركز القبلتين الحضاري إلى توسعة المسجد لاستيعاب عدد 6260 مصليًا تماشيًا مع رؤية 2030. وأعيد تصميم الفراغات الخارجية حول المسجد وتوزيعها بما يتناسب مع عناصر المشروع، وتوفير مداخل ومخارج ملائمة للمنطقة، وإنشاء شبكة الشوارع وممرات المشاة، وتطوير الخدمات السياحية والترفيهية والتجارية. وتعمل هيئة منطقة المدينة المنورة لتطوير المسجد مع تحقيق الجدوى الاقتصادية لاستثمار مقومات المشروع من أراضٍ وعناصر تاريخية وتراثية، وإبراز وتطوير شامل للموقع مع الحرص على النواحي التاريخية والدينية، وإضافة عناصر عمرانية وتثقيفية وخدمية ووسائل إرشادية للموقع.