أ.د.عثمان بن صالح العامر
هذه اللفظة من أكثر المصطلحات وروداً اليوم على ألسنة الشباب والفتيات على حد سواء خاصة المتعصبين رياضياً، وعلى وجه أخص عشاق الإثارة ولفت الانتباه، المبدعين في الربط والتوليف والتوظيف، المولعين بالتغريد والكتابة ووضع الحالة اليومية لهم في جوالاتهم الذكية كل صباح وعند المساء، وهذه الطقطقة -كما يسمونها- تجاوزت مجرد المزح المقبول بين الأصدقاء ذوي الميول الرياضية المختلفة إلى الرزح عن طريق المزح، وتعدى الأمر الطرفين (المطقطق)، (والمطقطق عليه) لتتسع الدائرة فتشمل شريحة عريضة من الوسط الرياضي والمشجعين والإعلاميين والداعمين والإداريين و...، وغالباً ما يرفق بالكلمات المرسلة مكتوبة كانت أو منطوقة صورًا ومقاطع لممثلين وفنانين معروفين ومشهورين أحياءً وأمواتاً وقد تكون الصور المرسلة لحيوانات وجمادات للأسف الشديد، وهذا المنزع الساخر أمر منهي عنه في الشرع، ومبتذل ومستهجن في العادات والأعراف والتقاليد الاجتماعية، له آثاره السلبية في النفوس، ويوغر الصدور، وقد يكون -لا سمح الله- سبباً في توليد البغضاء والكره بين الأصدقاء والزملاء والأقرباء، وربما الإخوة والأزواج وذوي الأرحام، ولذا فالتمادي به والاستمرار عليه من الخطأ الكبير، فالناس اليوم تبحث عمّا يجمع ولا يفرق، ويؤلف لا يباعد، ورب مزحة ساعة كانت سبباً في فراق عمر -لا سمح الله- فضلاً عن أن في بعض الطقطقات تعدٍ على أشخاص ومؤسسات لها شخصيتها الاعتبارية، وهذا يضع الشخص المغرد ومن دار في فلكه وأعاد تغريدته تحت المحاسبة الشرعية والمسألة القانونية -كما هو معلوم- فلنترفع عن هذه السلوكيات، ولنكف عن النيل من الرموز - الأشخاص والهيئات - وليكن لانتماءاتنا الرياضية والمناطقية وعباراتنا التشجيعية وفرحنا وترحنا وكلامنا في القنوات الرياضية وكتاباتنا الصحفية وتغريداتنا التويترية سقف نقف عنده لا نتجاوزه أو نتعداه فهو أسلم لنا وأحفظ لكرامتنا وأدوم لعلاقاتنا الاجتماعية وصداقاتنا الشخصية، دمتم بخير وتقبلوا صادق الود وإلى لقاء والسلام.