مها محمد الشريف
بات العالم قرية صغيرة مع ثورة الاتصال والسباق نحو الاقتصاد الرقمي وتعمل المملكة منذ سنوات على بناء البنية التحتية الرقمية وهو ما أثمر عن نتائج إيجابية في مواجهة جائحة كورونا حيث خدمت التعليم عن بعد وإنجاز المعاملات للأفراد والمنشآت دون الحاجة لزيارة المواقع التابعة للجهات الرسمية وأسهمت بتوفير بيئة مناسبة لتنفيذ الأعمال عن بعد.
مع ثورة المعلومات ووسائل الاتصال الحديثة، حلق العالم نحو فضاء الاقتصاد الرقمي، واعتمد على تغيير الظروف المحيطة به إلى مهارات الاتصال وحصل على نتائج كبرى وسريعة وطاقات هائلة ربطت القوائم المالية بصور دقيقة وأسهمت في إبرام الصفقات التجارية وشرح بوضوح أساليب جديدة في التحكم في مصادر الإنتاج والتحكم أيضاً في مجالات كثيرة حيوية في حياة الناس.
لذا، لا يستطيع الفرد في أي مجتمع أن يكون بمعزل عن العالم مهما ابتعدت قناعاته عن الساحات والطرقات التي يسلكها واتسعت الهوة بينه وبين الواقع، ففي ثورة لاتصالات وتقنية المعلومات عززت استخدام الإمكانات المتاحة وصنعت فرصاً وحقائق جديدة، إن الكلمات لا تسعف التواصل إذا لم توافق الوظائف التواصلية بين الناس، كما أن الحقوق التي تتبعها مؤسسات الحياة تجاه الجماعة والمجتمع، تتقدم فيها المصلحة التبادلية، وتبدأ فكرة التعاقد عليها، وإرساء قواعدها، وعرض السبب الرئيس الذي يحمل كل الأهداف على شاشة كبيرة على جدار الواقع تشير إلى تصور ناضج يرسخ الفعالية العامة ويسلط الأضواء على أحلام كانت من نسج الخيال بالأمس ويستحيل تحقيقها.
ولكن مع انسياب المعلومات اليوم أدت إلى تحولات كبيرة في جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وأحدث التأثير الذي أضحى صناعة تهيئ الحاضر للمستقبل وتمنح القدرة على الابتكار والريادة وتواكب التطورات، وجعل للحياة العلمية والعملية ضرورة قصوى في الوصول إلى المعلومات وتلقيها بسرعة، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، تعمل من أجل إطلاق عدد من المبادرات التقنية الإقليمية بالشراكة مع عدة جهات محلية من القطاعين الحكومي والخاص وشركات دولية، فالنمو السريع في الاقتصاد الرقمي يتطلب المضي قدما في هذا المجال واغتنام هذه الفرص لخدمةً المجتمعات التقنية في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
فقد حان الوقت ليكون كل شيء مكتمل الأجزاء فالمجتمع اليوم بحاجة إلى أن يكون أكثر ابتكاراً من أجل المبادلات التعليمية، مما يعادل ذلك في الأهمية زيادة المبادلات التقنية أيضاً، ويتيح للقطاعات غير الحكومية الغنية والمتنوعة أن تتفاعل مع نظرائها في البلدان الأخرى، فاستراتيجية الاتصالات تتحدث بصوت عالٍ وذلك يشكل بعداً إيجابياً في هذا المجال عن العديد من الشراكات الضخمة مع جهات عالمية ورائدة في صناعة التقنية، ومؤسسات التدريب والتطوير بمختلف القطاعات التقنية حول العالم، سعياً لتأهيل الطاقات البشرية، ودعم منظومة الأعمال الرقمية، وتمكين مجتمع تقني، وتحول رقمي بطريقة تفاعلية يتوافق مع مسيرة الرؤية الطموحة 2030.
فالبنية الأساسية للعلاقات الإنسانية ارتبطت ارتباطاً مباشراً بالناس وما يكتسبه المرء ممن حوله وكيف يحتفظ بأوراق تجاربه وتعاملاته الشخصية التي تثري مكاسب الممتلكات وتزين فعله وتصقل مهاراته في العمل والقدرة على بناء تقني يديره ويشغله ليشيد مفهوماً عالي القيمة ويترك أثراً خالداً لهذه المكانة الرفيعة التي وصلت لها المملكة عن أضخم المبادرات والبرامج التقنية للرياديين في المنطقة.