حمد بن عبدالله القاضي
*رقم مهول ذلك الذي أعلن عنه وزير الزراعة: 40 بليوناً هدر الغذاء لدينا بنسبة 33%!!
صدمني هذا الخير وصدمني أكثر أنه بسببنا أفراداً ومؤسسات!
نحن نشتري أكثر مما نستهلك ونبتاع كثيراً مما لا نحتاج إليه
فإما يصيبه العطب أو يكون مآله الحاويات
وبالبوفيهات نملأ أرغفتنا ثم لا نأكل إلا القليل منها
وماذا عن موائد الحفلات؟ والمناسبات
وأخيراً الفنادق التي تضع على «بوفيهات طاولات الطعام أضعاف حاجة مرتاديها ومصير الباقي هو الآخر الحاويات.
ولا أنسى هدر بعض المؤسسات الحكومية والخاصة فيما تؤمّنه من أثاث وسيارات ومبان واستخدام الطاقة.
* * *
*ظاهرة فما هو الحل؟.
الحل بتظافر الجهود أفراداً وجهات للتقليص منها:
1- وعي من قبلنا كمستهلكين للحد من الإسراف وترشيد الإنفاق وتذكُّر حرمة الهدر.
2- مراقبة الجهات المختصة كوزارة التجارة والزراعة والبلديات، فهذا سرف لا يجوز شرعاً أولاً ثم إنه مضر باقتصادنا الوطني وأخيراً مضر بنا وبدخلنا.
* * *
* هيئة للترشيد.
أدعو لإنشاء هيئة مستقلة باسم هيئة ترشيد الاستهلاك ليس للطعام فقط ولكن للطاقة من ماء وكهرباء وغيرها، وتقوم الهيئة بتوحيد الجهود وجمع شتات كل الجهات المعنية.
إنه سيكون مردودها الإيجابي كبيراً علينا وعلى اقتصاد وطننا حين يوضع لها تنظيم يشتمل على بنود محكمة حول سبل الترشيد، ومراقبة الإسراف ونشر للوعي الذي يجب أن يكون عبر خطاب يتم عبر مختلف المنصات المقروءة والرقمية والمرئية، وعبر منابر الجمعة وبخطاب توعوي مدعوم بالمعلومات وداعم لمهام الهيئة من تنظيم واستدامة الرقابة على الهدر باستخدامات الطاقة وعلى المطاعم والطابخ وعلى الفنادق ببوفيهات الإفطار والغداء والعشاء.
*رابط تصريح وزير الزراعة
https://www.okaz.com.sa/economy/saudi/2079203?ref=rssالجزيرةformat=simpleالجزيرةlink=link
* * *
=2=
نائب وزير ودّع وبقي ذكره:
د/ عبدالله الجاسر.
*أن يودِّع المسؤول كرسيه ويظل ذكره عاطراً فهذا هو المكسب الباقي، ولا يتم ذلك إلا إذا توفر مع إخلاصه تعامله الراقي مع من عملوا معه ومع من تطالهم خدمات جهته.
وبذاكرتنا نماذج كثيرة من هؤلاء المسؤولين، ويحضرني الآن معالي د/ عبدالله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام السابق الذي ظل في الوزارة عقوداً ثم ودَّعها لكن بقي تقدير المسؤولين والعاملين السابقين واللاحقين بالوزارة مستمراً، وظل تواصله مع كثير منهم وتواصله معهم حيث ربطت بينهم جسور المودة والوفاء.
أختم مقالي عنه بموقفين نبيلين يشيان بنبل هذا الرجل وسجاياه:
الأول: مرة كنت بلجنة تتعلق بشأن ثقافي وأبدى أحد الأعضاء رأياً وتم النقاش حوله بين مؤيد ومعارض، وحين تكلم د/ الجاسر بوصفه رئيس اللجنة خاتماً النقاش أوضح أن الوزير خوجة سبق أن عُرِضَ عليه هذا الرأي ولم ير وجاهته، ورأى أن نصرف النظر عنه لعدم موافقة الوزير عليه سابقاً واحتراماً وتقديراً للوزير الذي لم يكن حاضراً.
الموقف النبيل الثاني: حين تلقيت قبل عدة أيام رسالة تتدثّر بالتقدير والوفاء لتكريمٍ شخصي حظيت به
وقد أبهجتني رسالته فهي من وفيّ سعدت بزمالته والتعاون مع الوزارة حين كان فيها وبالاشتراك معه ببعض اللجان وبخاصة حين عملت فترة مستشاراً لمعالي الوزير الفاضل السابق د/ عبدالعزيز خوجة.
*وبعد
عبدالله الجاسر لم يذكر أحد أنه أساء له أو منع حقاً عنه وكان على مساحة واحدة بتعامله مع الجميع. متعه الله بالعافية والحياة الرغيدة.