د. عثمان عبدالعزيز الربيعة
أتى الفيروس بالوبا معجّلاً
يغزو صدور الشيب والولدان
ويكتم الأنفاس في شراسة
فعّالة في الفتك بالإنسان
حبيبتي أم العيال غالها
حتى أتتها رحمة الرحمن
رحلت منيرة غاب عنّا نورها
ودجا النهار بظلمة الأحزان
قد يغسل الأحزانَ دمعٌ ساخن
شهراً يمرّ كسائر الأزمان
لكنّ ذكراها مدى أعمارنا
محفورة لا تُمْحَ بالنسيان
فى بيتها طودٌ أشمٌّ حازم
حزماً مذاباً في وعاء حنان
فللأحبة حضن أمّ دافئ
ولشيخهم نبعٌ من الوجدان
في صحبة هنيّة قد قاربت
خمسين حولاً ليتها ضعفان
ظلّت تنمِّى أسرة قويّة
أخلاقها متينة البنيان
في صومها وفطرها بشوشة
خميسها واثنينها عيدان
لا تحرم الأبناء من مُتعاتهم
في الفن أو رياضة الأبدان
لكنها لا ترتضى تهاوناً
بالعلم أو بالدين والإيمان
تسعى لعون عائل لأسرة
كي لا يذوق مذلّة الحرمان
وتعيننا بأطايب الذكرى على
حسّ الفراغ ولوعة الأشجان
نالت جوار ربها شهيدة
بشرى لها بأفسح الجنان