قصيدةٌ في تأبين أستاذنا المربي الفاضل: عبدالعزيز بن كديان الفيصل، الذي اختاره الله إلى جواره يوم الجمعة الخامس من شهر الله المحرَّم عام 1443هـ في مسقط رأسة بمدينة تمير، بعد معاناةٍ طويلةٍ مع الأمراض - رحمه الله وأسكنه الفردوس.
القلبُ من فقْد الحبيبِ جريحُ
والحزنُ في دارِ الكرامِ فصيحُ
تبكي تميرُ فراقه في مجمعٍ
يحكي الوفاءَ ودمعُها مسفوحُ
ها قد أتوا في مغربٍ لوداعه
ودعاؤهم مع حبِّهم ممنوحُ
هذا الوفاءُ سقاهُ من أفعاله
فهو الوفيُّ وفي العطا ممدوحُ
ما خانني شعري بأهلِ فضيلةٍ
عبدَ العزيزِ يطيبُ فيك مديحُ
رجلٌ تقيٌّ في العبادةِ سابقٌ
صدرُ الحبيبِ مع الجميعِ فسيحُ
هو آيةٌ في أوجهِ البِرِّ التي
فيها المنافعُ في البلادِ تسيحُ
قد كان يرعى النشء دون مَلالةٍ
ولهم مع الحبِّ الوفيرِ نَصُوحُ
هذي المدارسُ شاهداتٌ صُنعَهُ
هو قائدٌ ذو رحمةٍ وطَموحُ
زاملتُه في أرضِ مدرستي التي
ملأى بذكرى الأكرمينَ تبوحُ
كان المحنكَ مخلصًا ذا حكمةٍ
وعن المقصِّرِ والجهولِ صفوحُ
قد كان في الإصلاحِ شيخًا باذلًا
يسعى لتأليف القلوبِ يُريحُ
رافقتُه سفرًا فكان يقودنا
بمحبةٍ وبه السخاءُ صريحُ
قد كان يغمرنا بعطفٍ وافرٍ
ولراحنا يغدو الحبيبُ يروحُ
كان الصبورَ على البلاءِ أصابه
وهو الرضيُّ ودأبُهُ التسبيحُ
لم تثنِه الأمراضُ عن عاداتهِ
في الوصلِ يخجل من وفاه صحيحُ
وتميرُ تروي حبَّهُ وعطاءهُ
فهو الخدومُ وللصعابِ يُزيحُ
ترك الفقيد بأرضنا ذكرى لهُ
مُثلى ستبقى بالجمالِ تفوح
يا ربِّ فاجبرْ كسرنا لفراقه
حتى تطيبَ من الفراقِ الروحُ
ألهم ذويه الصبرَ أعظمْ أجرَهم
وعسى تغيبُ عن الكرامِ جروحُ
أسكنْ فقيدَ الخيرِ فردوسَ العلى
فيك الرجاءُ وبابُك المفتوحُ
** **
شعر: عبدالله بن سعد الغانم -تمير-