أعتقد المثل لم يعد صالحاً للتداول، فالحياة بمتطلباتها والظروف تغيرت والعقل استنار، فلم يعد مثل هذا المثل مسموعاً وإن وجد من يردده في مجلس أو نصيحة.. فالحياة بمتطلباتها تزداد والمثل لا يصح على إطلاقه فالقناعة كنز يفنى صحيح الرضا بما كتبه الله لنا، ولكن هل تعرف ماذا كتب الله لك؟ هذا في علم الغيب وأنت مأمور بالسعي فلا تكل ولا تمل واصبر وصابر واطلب المال بطرقه الصحيحة ولا يثنيك الكلام والأمثال المهبطة للعزائم، فالسعي وابتغاء فضل الله مطلوب وجاء الكتاب والسنة بالحث عليه ولو طبق المثل لتعطلت الحياة وانتشر الفقر وزاد الأنين، فالحياة بمتطلباتها والأسر باحتياجاتها الاستهلاكية فضلاً عن المعيشية في ازدياد تأثراً بقريب أو جار أو مستجدات، فالعصر بمنتجاته وتقنياته سرّع بانتشار المعلومة وضاعف نهم الشراء فالكل يريد أن يحوز ما يحلو له من غذاء وخلافه وهذا يصعب مع قلة المال وترديد أمثال لا يصح الاعتداد بها مثل (مد رجولك على قد لحافك)، فالسعي يزيد في طول اللحاف والكسل وضعف العزيمة تنقصه، فالمسألة طموح وتخطيط ونظرة متفائلة عكس الركون والقناعة براتب ضئيل أو دخل شحيح والتسليم بمقولة هذا حد النصيب فكيف عرفت أن هذا حد النصيب نعم قد يأتي من يردد مثل هذه العبارة ولكن متى؟ إذا كان مجتهداً ويسعى لزيادة موارده ولكن العبارة غير مقبولة من شخص جالس في بيته أو قانع بدخل قليل ويردد سراً وجهراً فلان عنده كذا وكذا.. نعم هذا استطاع أن يبني نفسه بالجد والاجتهاد ولم يستسلم للكلام المحبط فحقق لنفسه وأسرته دخلاً يغنيها ويجعلها تعيش بسعادة وهناء، ونصيحة أن يكف الخطباء والدعاة والكتاب عن ترديد الأمثال والكلام الذي يدعو لتهبيط العزائم وثني الأشخاص عن السعي وعمارة الأرض لزيادة مواردهم، بل الواجب الحث على ذلك وترغيب الناس فيه لمقابلة الاحتياجات المتزايدة للأسر في مجال السكن ومتطلبات الحياة وعدم الاضطرار للقروض ورهن الذمم للبنوك والأشخاص المتاجرين بحاجات الناس.