عطية محمد عطية عقيلان
نتفاءل هذا العام بعودة الطلاب على مقاعد الدراسة بعد انقطاع بسبب كورونا، وسط ضيق الأبناء سابقاً من عدم الحضور والتواجد والتواصل بين الزملاء في المدرسة، رغم اجتهاد الآباء لتوفير كافة وسائل الراحة والحياة الكريمة لهم، والتي تكون في كثير من الأحيان على حساب حاجاتهم ومتطلباتهم وصحتهم الشخصية، لكن تضحياتهم وعطاءهم بلا حدود أو مقابل أو ثمن، بل أن طموحهم وحلمهم أن يحقق أبناؤهم النجاح ويتبوأوا أعلى المناصب، ويكونوا مصدر فخر واعتزاز ودعاء على من أحسن تربيتهم، والحمدلله على نعمة الإسلام التي كرمت مكانة الوالدين في الدنيا والآخرة سواء بالعمل أو القول وأعتبرها من أفضل الأعمال التي تقربنا إلى الله وطريقاً إلى الجنة، كما توعد الله سبحانه وتعالى العاقين بهم بمجازاتهم الخسران في الدنيا والآخرة.
لذا عزيزي الطالب لتعلم بأن أفضل بر تقدمه لوالديك وتهون بهما تجاعيد السنين والتعب وبياض الشعر، بأن تكون على قدر المسؤولية والالتزام في سلوكك وأخلاقك ودراستك، فاحرص أن تكون نبتة مثمرة صالحة، يفخرون بك وبأخلاقك وتحصيلك الدراسي، فليس مطلوباً أن تكون أذكى الناس لأنها مرتبطة بقدراتك الاستيعابية ودرجة ذكائك، فاعمل على أن تتصف بحسن الخلق والأدب وهذه متاحة لكافة الجميع وبلا حدود وليس لها علاقة بذكائك وقدرتك التحصيلية، وتأكد أن دعوة من والديك تفتح لك باب التوفيق والقبول عند الناس، وتجنبك الكثير من العقبات والصدمات التي لا ينفع معها ذكاء ودهاء وشطارة، وتعود على إدخال السرور عليهم بالتزامك وأدبك وانتظامك في الدراسة وبذل أقصى درجات الاجتهاد لتحقيق النجاح الذي يؤهلك لأن تحقق طموحك وتسعد والديك ويفخرا بك، ولتعلم عزيزي الابن أنك تمثل ثروة حقيقية واستثماراً لوالديك تتكاثر وتزيد قيمتها مع كل نجاح وتوفيق وحسن خلق تتصف به، وستظل لهم وينظرون إليك أنك أثمن استثماراً عملوه في حياتهم، على أمل أن يجنوا ثروة طائلة منه، ليس مادية، بل من الفخر والاعتزاز بك وبأخلاقك ونجاحك واستقامتك، فاجتهد أن تكون على قدر المسؤولية وانتظم في دراستك واجتهد قدر المستطاع وتحلى بالأدب الجم لتكون استثماراً ناجحاً ومبهراً ومفرحاً لوالديك وتذكر قول الله تعالى {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، فأحسن إليهما بالقول والعمل، وتأكد أن نجاحك وتوفيقك في حياتك، هو أفضل الإحسان إليهما، بمدح الناس لهما على تربيتك وحسن رعايتك، فلنحرص على أن نبقيهم كالوردة المفتحة تنشر عبيرها على من حولها اعتزازاً بما قاما به من تربية وأدب لك وهذه تحتاج رعاية واهتماماً أسوة بالورد وحساسيته لكل نسمة أو شمس حارقة، واعلم أن بر الوالدين قصة تكتبها أنت ويرويها لك أبناؤك، فأحسن الكتابة والبر. ولنتذكر جميعاً كيف عشنا تجارب أو رأيناها أمامنا من تبرير الآباء لأخطاء أبنائهم الجلية ويختلقوا الأعذار ويوجدوا المبررات الدائمة لهم، لأنهم يريدونك في أحسن مكانة وحال ودون أن تتعرض للنقد على أخطائك وإن كان الواقع عكس ذلك، فلنرفق بهم ونحاول أن نكون عند حسن ظنهم ولندعوا لهم بالخير والثواب جزاء ما عملوا وضحوا به من أجلنا ونحسن إليهم بالقول والعمل ونبرهم، قال تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ُ}، {رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}، وختاماً أفضللهدايا التي نقدمها لوالدينا هي: «الصلاح والنجاح والبر المتواصل والدعاء لهم» جعلني الله وإياكم منهم.