عثمان بن حمد أباالخيل
عِصَامِيّ (اسم): صِفَةٌ لِمَنْ بَنَى نَفْسَهُ بِنَفْسِه، ومرادفات كلمة عِصَامِيّ (اسم): أَصِيل، جَليل، حَسِيب، شَرِيف، طِرْف، عَلِيّ، ماجِد، نَبِيه، نَجِيب، وَجِيه، وَقُور. والعصامي هو الانسان الذي يبني نفسه بنفسه دون الاعتماد على غيره، ومن سمات الإنسان العصامي: الهمة العالية ليصل إلى القمة. كما أنَّ العصامي لا يتأثر بأيِّ حال من أحواله، ويحول عثراته وعوائقه إلى مكاسب ومرابح. أما العظامي: فبالعكس هو المعتمد عادة على الآخرين في كل شيء وهو بالأصح الشخص المتواكل. في مجتمعات العالم ومجتمعنا خاصة هناك من يقف على رجليه بعد تعثرات كثيرة وهناك من يقف على أكتاف الآخرين.
من يقف على رجليه فهو إنسان عصامي ومن يقف على أكتاف الآخرين فهو إنسان عظامي.. ولتوضيح ذلك بصورة جلية الإنسان العصامي ببساطة هو ذلك الإنسان الذي يبني نفسه بنفسه ويرسم مستقبله بعيداً عن التدخلات الخارجية المحيطة به ومع هذا التوجه لا يخلو الأمر من وقوف آخرين معه بشتى الصور، تلفت من حولك ستجد عصاميين تعتز وتفخر بهم وتشد على أيديهم، همسة في أذن الإنسان العصامي لا تنكر الجميل مهما كان صغيراً في نظرك لمن وقفوا معك في البدايات، الإنسان العظامي هو ذلك الإنسان الذي يرتقي سلم المجد والشهرة على أكتاف الآخرين ويبني مستقبله على عظام الآخرين ويتنكر لذلك بصوت عال.. تلفت إلى من حولك ستجد هناك الكثير والكثير من العظاميين الذين يتبجحون بما وصلوا إليه من مكانة مرموقة في المجتمع، أليس هذا ظلماً ونقصاناً في حق من وقفوا معهم في البدايات.
بين الفينة والأخرى نسمع أو نقرأ أو نشاهد مقابلات شخصية في القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي مع أناس ينسبون فضل نجاحهم في بداية حياتهم للآخرين قمة الإنسانية وحفظ الجميل، وهذا ما يثلج الصدر ويضع النقط على الحروف.. ولعلي أورد بعض الأمثلة بهذا الصدد، زوج معدوم فقير، والفقر ليس عيباً تزوج من فتاة غنية مرموقة انتشلته من وضعه تنكر لزوجته ونسي من تكون؟ أليس هذا إنساناً عظاميّاً؟ شاعر مغمور مبتدئ وقف إلى جانبه شاعر مشهور ومعروف وله وزنه، وحين وصل ذلك الشاعر المغمور إلى قمة الشهرة بسرعة فائقة تنكّر للجميل ونسب النجاح لنفسه، أليس هذا إنساناً عظاميّاً، الأمثلة كثيرة جميل أنْ ننصف الآخرين مهما كان الأمر سهلاً وبسيطاً في نظرهم فالحياة دوائر كثيرة تقذف بنا كيف شاءت من دائرة إلى أخرى لكننا نتمسك بالدائرة التي تلبي حاجاتنا ونشكر ونقدر من ساعدنا ووضعنا في الدائرة التي تتناغم وتنسجم مع طموحاتنا.. الإنسان العصامي والإنسان العظامي شخصان يسيران في خطين متوازيين لا يمكن أن يلتقيا مهما طال أو قصر الزمن.
إن رؤية الإنسان العصامي رؤية واضحة المعالم، يعرف ماذا يريد؟ وأين يتجه؟ وكيف يصل. أما الإنسان العظامي فلا رؤية واضحة له، فهو يبحث في المجتمع عن ضحية يرتقي على أكتافها. لا شك أن العظامي سريع ما ينهار مجده وقوته فهو يقف على أرض رملية لا أساس لها. الأمثلة كثيرة من حولنا وهي ليستْ مُتخفية، وتستطيع أنْ تذكر وتتذكر تلك النماذج.
في النهاية يسعدني كثيراً حين أسمع عن إنسان عصامي يقدم الشكر والامتنان لمن وقفوا أو وقف معه في البدايات والحمد لله يوجد الكثير في مجتمعنا. ويؤسفني أن أسمع إنساناً عظاميّاً يتنكر لمن وقفوا معه وأوصلوه إلى القمة، إنها قمة التنكّر. أقتبس: (يخجلني اهتمام شخص لم أصنع له يوماً معروفاً، ويؤلمني نكران شخص أشعلت له أصابع يدي شموعاً) - أنيس منصور