د. خيرية السقاف
الشعور بالمسؤولية إن لم يكن أرضاً خصبة لممارسة إجراءاتها يبيت كالسراب..
يُرى ماءً لا يكاد العَطِشُ يرِده إلا لن يجده!!..
المسؤولية حين تكون إجراءً, وتنفيذاً, تصبح واجباً قيد الضمير,
وأداءً ينفذ خططاً, ويبذل جهداً, ويحقق هدفاً, عملياً لا أقوالاً تُطلق على عواهنها!!..
لذا نجد أن القادة حيث تُسند إليهم المسؤولية, وأجهزة توقع نتائج الإجراءات في مواقع أعمالهم ينبغي أن يتقنوا وضع الخطط, ورسم الأهداف, وتقنين الإجراءات, وإحكام التقويم, ومتابعة النتائج بدقة..
بل إن عليهم أن يحسنوا اختيار بطانتهم, ويجعلوهم أول من يُسأل أمامهم عن مصداقية تنفيذهم لبنود الخطط, وإجراءات المسؤولية..
عندئذ لا حاجة إلى إطلاق التصاريح الفضفاضة عما سيكون مع من سيفرط في المسؤولية!!..
فالعامل مهما صغر أو كبر دوره, باختلاف مؤسسات المجتمع حين تقيده بدوره, وتنوره بما عليه من واجب تجاه تحقيق أهداف منظومته الأدائية في أي جهة عمل,
ويعلم أن نظاماً يحكمه, وثقة تطوقه, ومساءلة ستواجهه, ومثوبة سينالها, وعقوبة سيخضع لها, فإنه لن يفلت من مراقبة ذاته..
بل إن بنود النظام في أية دائرة عمل هي التي لابد أن تحكم نجاح القائد في تطبيقها,
أو فشله بالتفريط فيها..
ثمة ما يحتاج إليه كل قائد فريق عمل من متابعة مستدامة, وغربلة أقنية الوصول إليه,
وفحص مصداقية ما يصل إليه, وجدية ما ينفذ من إجراءات العمل في دائرته, ومعرفة مستويات الأداء ومحصلاتها..
ثم بعد ذلك الإنصاف لنفسه, ولفريقه بعد أن تؤول إليه نتائج المكسب من تحقيق الأهداف, أو الصدق في مواجهة نفسه وفريقه عند نتائج الخسارة بحجم المنجز البارز, أو النقص فيه..
غير أن القائد «المسؤول» أداءً, وتنفيذاً لن يصل إلى أية خسائر في نتائج محصلات عمله.