هنيئاً له قد طاب حياً وميتاً
فما كان محتاجاً لتطييب أكفانِ
بالأمس القريب فُجعت أسرة آل ناصر بمحافظة حريملاء بفقد الأستاذ حمد بن عبدالله الناصر يوم السبت 6 / 1 / 1443هـ، وأديت الصلاة عليه في جامع الحزم في حريملاء عصرًا، كما فقدت شقيقه الأستاذ محمد بن عبدالله الناصر الذي لاقى وجه ربه يوم الاثنين 8 / 1 / 1443هـ، وأديت الصلاة عليه في جامع الحزم في حريملاء عصرًا، وووري جثمانه الطاهر مجاوراً لقبر شقيقه في مقبرة «صفية» ولم يفصل بين رحيلهما سوى يومين، إثر مرض أصيبا به مؤخراً رحمهما الله، وكان الله في عون أسرتهما.
فالأستاذ حمد أَهَلّ على الدنيا مولوداً في حريملاء عام 1365هـ، وعاش بين أحضان والديه، وأخوته في جو تآلف ومسرات يقضون سحابة يومهم في لهو ومرح..، بدأ الدراسة بالمرحلة الابتدائية، بالمدرسة الواقعة في منزل ابن مبارك الشعبي، وكان مديرها الأستاذ إبراهيم بن مهنا -رحمه الله- الذي خلفتهُ بعد تعييني مديراً لمعهد المعلمين بحريملاء ومشرفاً على المرحلة الابتدائية، وتزامناً مع افتتاح المبنى الجديد الذي باشرت فيه عملي عام 1379هـ. وكان الفقيد ضمن طلاب المرحلة الابتدائية حيث اجتازها بنجاح خلال العام الدراسي 1383 - 1384هـ، ثم التحق مباشرة بمعهد المعلمين وتخرج في العام الدراسي 1387 - 1388هـ، حاملاً شهادة معهد إعداد المعلمين الابتدائي، ومؤهلاً للتدريس في المرحلة الابتدائية، بعد ذلك عين مدرساً في مدرسة ابن تيمية الابتدائية بالرياض..، ثم التحق عام 1393هـ بمركز الدراسات التكميلية وتخرج منه عام 1395هـ، وعاد إلى مسقط رأسه حريملاء مدرساً في المدرسة الأولى، وفي مدرسة خزيمة بن ثابت الابتدائية إلى أن أخلد للراحة متقاعداً عام 1422هـ، وكان محبوباً لدى زملائه وطلابه، لما يتحلى به من إخلاص في عمله، وحرص على تعليم طلابه، وكان يتمتع بدماثة خلق وهدوء طبعٍ، وأدب جمٌ رفيع، وقد خلف ذرية صالحة تدعو له وتجدد ذكره على مدى الأيام. وبعد حياة سعيدة مع أبنائه وبناته وأخوته، ومع عقيلته «أم خالد» التي عز عليها غيابه وبعده عنها بعداً نهائياً:
وكل قرينةٍ لابد يوماً
سيشعبُ إِلفها عنها شعوبُ
أما الأستاذ محمد بن عبدالله الناصر -رحمه الله- فقد ولد عام 1383هـ، ودرس بالمرحلة الابتدائية والمعهد العلمي في حريملاء، ثم التحق بالعمل في كتابة عدل حريملاء منذ عام 1406هـ إلى أن تقاعد في عام 1438هـ، وكان طيلة عمله مثالاً للإخلاص والأمانة، حريصاً على الإحسان وصلة الرحم والمبادرة في أعمال البر والخير -رحمهم الله جميعاً- وكان الله في عون شقيقهم الأستاذ عبدالعزيز الذي تأثر كثيراً على رحيله ولسان حاله يردد في خاطره ومشاعر الحزن العظيم عليه هذا البيت:
تتابعَ إخوتي وَمضوا لأمرٍ
عَلَيهِ تَتابَعَ القَومُ الخيارُ
وقد خيم الحزن على أسرتهم تغمدهما الله بواسع رحمته ومغفرته وألهم شقيقهم الأستاذ عبدالعزيز وشقيقاته وأبناء وبنات الأستاذ حمد وعقيلته «أم خالد» وجميع أسرة الناصر والجريبة ومُحبيه الصبر والسلوان مردداً هذا البيت:
ونرجو من الديان عفواً ورحمةً
ولطفاً إذا باتت علينا الصفائح
** **
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف - حريملاء