أمريكا.. الدولة الأكثر من دولة، الدولة الأقوى من دولة. هي: الولايات المتحدة الأمريكية الجمهورية الدستورية الفيدرالية، تضم خمسين ولاية. ولكل ولاية قانونها الداخلي. وليس للسلطة الفدرالية سلطة على أي من الولايات إلا فيما يندرج تحت سلطة الحكومة الفدرالية. ومع أن الولايات المتحدة تقع في المركز الثالث من حيث المساحة (9.83) مليون كم2، ونفس المرتبة من حيث عدد السكان. والناتج المحلي عام 2020 أكثر من (20) ترليون دولار. هذه الدولة بحجمها الهائل في كل شيء بقواتها الاقتصادية والعسكرية، وتأثيرها السياسي. تحكم بشعارات حيوانية موصوفة بالغباء (الأفيال) (والحمير)، ونجد متخذي شعار الحمار الغبي إلى درجة (أنه لا يعرف أنه حمار) والفيل شعاره تحطيم ما أمامه في حال غضبة، وهي حالات تنطبق على الحزبين.
دولة حكمت شعارات أحزابها الكبرى على تصرفاتها بالغباء في أكثر من واقعة، لعل أهمها العراق غزاه شعار (الفيل) الحزب الجمهوري، ويتلوه شعار الغباء (الحمار) بممثله الرئيس أوباما الذي مكَّن الإيرانيين من العراق مقابل اتفاق نووي فاشل، ليتركه تركة لمن بعده يكابد أذناب ومليشيات الفرس، وأثر الغباء على مختلف المناحي السياسي والعسكرية في الشرق الأوسط عامة، وخير مثال على الإحجام، أن بايدن ممثل الغباء الديمقراطي الذي أبرزت عمق غبائه رئيسته نانسي باتريسيا بيلوسي أو قبل الزواج (داليساندرو) بمواقفها المشينة من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس ترامب الجمهوري. نتيجة للغباء الذي يتمتع به المعجبون بالديمقراطية الأمريكية التي يصل المترشح لرئاستها إلى كرسي الرئاسة بالمجمع الانتخابي، الذي يمثل في الواقع هيئة المحلفين في القضاء الأمريكي الذي ينسب زوراً إلى العدالة.
والسياسة الأمريكية الخارجية خاضعة لهذه القاعدة قاعدة الترجيح، فكل حزب ينقض نسيج الحزب المنافس، وهو ما يمثل الإقدام والأحجام بين الحزبين، والمتضرر الاقتصاد الأمريكي، ولن نأسف عليه، ولكن اقتصاديات العالم تتضرر نتيجة لتضرر الاقتصاد الأمريكي الذي يتمتع بديناميكية إنتاجية متنوعة، أقدام أمريكا على أفغانستان فهدمت كيان دولة محكومة بمجموعة متزمتة لاشك، لكنها لم تكن الفاعل الحقيقي لهدم رمز الكبرياء الأمريكي (مركز التجارة) غزو احتج بمطاردة القاعدة، فلم تنه القاعدة، بل نشأت فروعها الدواعش وبوكو حرام، وحركة البغدادي في العراق. فتركت أفغانستان لنفس الجماعة (الطالبانية) التي استولت يوم الاحد 15 أغسطس 2021 على العاصمة الأفغانية كابول تحت أنظار القوات الأمريكية. والأبراج لم تعاود الارتفاع بعد. اقدام فإحجام. لأن إدارة السياسة الأمريكية خاضعة لسياسات الأحزاب (الخراب) وإدارة الأحزاب خاضعة للتنافس بين الحزبين، والتنافس خاضع لمزاج كبار رجالات الحزب. أعلم أن المعجبين بالولايات المتحدة لن يوافقوا على كل أو بعض ما قلت. ولكن الواقع يوافقه والعبرة في موقف الحكومة الدمقراطية من إيران وأذنابها في اليمن (الحوثيين) وفي لبنان وسوريا. وبالتالي التأثير على دول التحالف العربي. إقدام فإحجام.