بداية اللحظات السعيدة في كل رحلة طيران تبدأ بترحيب طاقم الطائرة بعد عبور ممر السعادة كما يطلق عليه الكثيرون، تلك اللحظات السعيدة يرافقك فيها عدد من العاملين في المجال الجوي والمدربين لخدمة المسافرين على الوجه الأكمل وتقديم جميع سبل الراحة لهم بكل نفس رحبة، وعلى ذلك فإن طاقم رفقاء السعادة يتم اختيارهم بعناية فائقة وتدريبهم بشكل علمي مكثف لأن من شأنهم مشاركتك هذه اللحظات الجميلة وجعلها ذكرى جميلة وخالدة.
كانت بداية خدمة الضيافة على متن الطائرة عام 1912م، على رحلة طائرة ألمانية وكان أول مضيف طيران الألماني هنريك كوبيز، ومنذ تلك اللحظة بدأ العمل على تطوير هذه المهنة التي تعتبر من المهن المهمة لكونها تخدم جميع فئات وشرائح المجتمع، فيجتمع على متن الطائرة المسؤولون ورجال الأعمال والمرضى وكبار السن والأطفال وغيرهم، وتكون مهمة المضيف متعددة تبدأ من الحرص على سلامة وأمن الركاب بالإضافة لتقديم الخدمات الطبية الإسعافية الأولية والنفسية وصولاً لتقديم خدمات الضيافة خلال خط سير الرحلة.
يقوم فريق السعادة قبل صعودك للطائرة بتفقد أدوات السلامة وتجهيزها والتي تشمل طفايات الحريق والإسعافات الأولية والأدوية الضرورية والتي قد يحتاجها أحد الركاب على متن الطائرة، وعند بدء صعود الركاب للطائرة فإنهم يستقبلون جميع الركاب بالابتسامة ويساعدونهم في تريب مقاعدهم وأمتعتهم اليدوية بتعامل راقي جداً، يجعلك تعيش لحظات سعيدة وتشعر بحرصهم على تقديم الخدمة لك بشكل خاص، كما يقومون بالاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة طبية تجعلهم يشعرون بأن الطبيب يرافقهم في هذه الرحلة، وقبل إقلاع الطائرة يقومون بشرح استخدام أدوات السلامة العامة على متن الطائرة في حال حدوث أي طارئ، وكل ذلك العمل لا تفارقه الابتسامة الدائمة على محياهم والتي تشعرك برضاهم التام في تقديم الخدمة للركاب وعن مهنتهم النبيلة.
إن فريق السعادة يقوم بعمل كبير يجمع فيه المضيف عدة مهن عظيمة تتمثل في كونه رجل أمن وطبيب وممرض وباحث عن سبل الراحة التامة لكل مسافر، وهذا العمل لك أن تتخيل أنه يقوم به المضيف في مكان صغير وفي زمن قصير ويقدمه لأكثر من مئة شخص في حين واحد، فمن الصعب لأي شخص أن يقوم بهذا العمل الشاق إلا من يتحلى بقوة الصبر والتحمل، وعلى ذلك فإن فريق السعادة قبل دخولهم لهذا المجال يقومون بدراسة وتدريب للحصول على هذه المهنة تستمر لسنوات، وذلك لأن رعاية المسافرين والمحافظة على سلامتهم من أبرز ما يقوم به مضيفو الطيران.
ولابد أن يعلم الجميع أن مضيفي الطيران مدربون على أمور كثيرة أولها التدريب الاجتماعي الأخلاقي الكافي للتعامل مع المسافرين بكل صبر واحتواء وإنسانية، وكذلك فهم مدربون على أمور مهمة منها قراءة سلوك الركاب ومعرفة حالتهم النفسية بشكل سريع وكذلك اكتشاف النوايا الخبيثة حفاظاً على الأمن على متن الطائرة، كما يقومون بأخذ دورات إسعافية طبية لرعاية المرضى على متن الطائرة وتقديم المساعدة لهم، وكذلك يدرسون فن التعامل والاتيكيت للتعامل بشكل راقي مع الركاب وتقديم أرقى الخدمات بشكل سريع ومنظم، ويتميز مضيفو الطائرة بفن إدارة الوقت بشكل مذهل حيث يلتزمون بعدد الدقائق والثواني في عملهم بشكل دقيق جداً، ويظهر الأثر الإيجابي من هذه المهنة على مزاوليها في حياتهم الشخصية خارج نطاق العمل، فأحياناً ترى شخص في مكان عام تكاد تعلم أنه مضيف طيران من رقي تعامله وأسلوب حديثه مع مقدمي الخدمة له، ونرى ذلك في تعاملنا مع الأشخاص أصحاب هذه المهنة ممن تربطنا بهم علاقات بتغير إيجابي وكبير في حياتهم الشخصية وتعاملهم مع أصدقائهم انعكاساً لبيئة عملهم ومهنتهم النبيلة.
ولاشك أننا نرى بعض التعامل الخاطئ مع مضيفي الطائرة من قبل قلة يعتقدون أن هذا المضيف يرافقهم فقط من أجل تقديم الشاي والقهوة، وهنا يتوجب علينا التوعية بنبل هذه المهنة وبحقوق أصحاب هذه المهنة الذين يزاولونها من أجل مصلحة الفرد والمجتمع في نطاق احترام حق الإنسان في الحياة وسلامته وكرامته.