احمد العلولا
من لا يعمل هو من لا يخطئ.. والخطأ وارد جداً في حياتنا اليومية.. ولا عيب في ذلك إن لم يكن متعمداً.. منذ أيام توجهت في المساء لمحطة الفحص الدوري شرق الرياض/ طريق الدمام لإجراء عملية الفحص لمركبتي التي توقعت أن تنال شهادة النجاح مع مرتبة الشرف الأولى لأنني على معرفة كبيرة بها وحريص جداً على سلامتها ودائماً أتفقد وضعها.. قلت إنني على ثقة تامة بقدرتها على اجتياز الفحص بكل جدارة واستحقاق.. وفي نهاية المسار.. قال لي الخبير الفلبيني من داخل (كبينته) بلهجة عربية (مكسرة) سيارتك لم تنجح؟
سألته: لماذا؟
رد قائلا: مرآة السيارة اليمنى ليست ثابتة..
توجهت للمشرف من دولة إفريقية ومن داخل مكتبه الوثير والمكيف البارد وكأس الشاي أمامه وقطة أليفة احتلت المقعد المجاور له وأنا في الخارج أتصبب عرقاً بفعل الجو الحار جداً.. قلت له: كيف ترسب سيارتي بسبب تصرف خاطئ للعامل الفلبيني! فكان رده (من طرف خشمه) روح للورش المحيطة بالفحص (صلح مشكلتك) ولأنني رجل مؤدب ومطيع واستمع لكلام من هو أكبر أو أصغر مني سناً.. قلت (حاضر) وهناك مررت بثلاث ورش.. كانت (كلمتها) يا راجل سيارتك ما فيها إلا العافية، وأرجع بالسلامة للفحص وقابل المدير ووضح له موقفك.. التقيت المدير.. ومع الأسف لم يكن متجاوباً.. بل قال لي: لقد أخطأت.. لماذا لم تطلب من المشرف الخروج لمعاينة سيارتك؟
قلت له: لماذا هو لم يتكرم بالخروج بدلاً من أن ينصحني بزيارة الورش المجاورة؟
ومع الأسف.. للمرة الثانية.. وأقولها بكل أسى ومرارة.. كان يعلم علم اليقين أنني على حق وعلى صواب.. لكن المكابرة وعدم الاعتراف بالخطأ.. والإصرار عليه دفعه أيضاً للطلب مني بدفع رسم جديد وقال إنه سيساعدني كثيراً وسيقدم لي خدمة جليلة (من تحت إلى تحت) حيث سأعفيك من الدخول في المسار.. والحصول على شهادة النجاح (الإستكر اللاصق) مباشرة..
قلت له: لا أريد مساعدة منك.. أطالب بحقي وإنصافي.. ليس إلا!!
هذا ما حدث ذات مساء حار في الفحص الدوري.. ومع خالص التحية.. مشكلتي أضعها برسم مدير عام الفحص الدوري في المملكة.. سامحونا.