عبده الأسمري
من أعماق «الفلسفة» إلى آفاق «الأنسنة» كتب مسيرته الوطنية الخضراء في جامعات «أوروبا» ومشافي «أمريكا» ومن أصول «البشرية» إلى «فصول» المنهجية سجل سيرته الذاتية العصماء في مجامع «العلماء» ومجاميع «الحكماء».
بين نظرات ثاقبة ونظريات صائبة ربط علوم الأعصاب بالعلاقات الدولية ورسم مساراً فريداً في الدراسات «الجيوسياسية» موظفاً «التحليل» في خدمة «البحوث» ومستنداً على «التفكر» في توظيف «الرؤى».
ومن وسط «مختبرات» الابتكار وبين «مقررات «الاقتدار بنى «صروح» المهارة بسطوة «المنطق» المعتمد على «البراهين» وأكمل فراغات «الشك» بحظوة اليقين المتعامد على «المضامين..
إنه عالم المخ والأعصاب والفيلسوف والمفكر البروفيسور نايف الروضان أحد أبرز العلماء السعوديين والمفكرين والمؤلفين.
بوجه شمالي دائري تتوارد منه «علامات» النباهة وتتقاطر منه «سمات» النباغة وتقاسيم تتسطر فيها «صفات» الود و«ومضات» الجد مع ملامح طموحة وعينان لامعتان تنضخان بالذكاء وتسطعان بالحكمة وهندام يعتمر «البذل» الأنيقة و«الأزياء» الوطنية في محافل التكريم ووسط مواقع التتويج وشخصية مهذبة فريدة تتكامل على محيا عامر بالنبل غامر باللطف وصوت جهوري مسجوع بلغة تتقاطر منها عبارات «الفصاحة» واعتبارات «الجراحة» وتعلو فيها معطيات «المعارف» وعطايا «البحوث» قضى الروضان من عمره عقوداً وهو يؤصل «مناهج» الإبداع ويؤسس «منهجيات» الاختراع في عوالم «الطب» ومعالم «المعرفة» عالماً وباحثاً وأستاذاً ومسؤولاً وخبيراً وفيلسوفاً يشار إليه بالبنان ويذكره العالم بالامتنان.
في سكاكا «المدينة» الحالمة درة «الشمال» ولد وسط «أسرة» حانية متفانية ملأت نفسه بموجبات «التوجيه» وعزائم «التربية» فنشأ في أحضان «البركات» التي غمرت وجدانه بنصح الأبوة وحنان الأمومة.. واكتملت في ذهنه معادلات «المعاني» وتنامت في نفسه معدلات «التفاني»
ركض الروضان مع أقرانه بين واحات «الجوف» مراقباً تفاصيل «التجارة» في قوافل العابرين مرتقباً مواويل «البهجة» في مواكب السائرين منصتاً لصوت «الأمنيات» في قلبه الصغير وهو يكتب أحلامه في كشكوله المكتظ بخربشات «الطفولة» مخطوفاً إلى ما يقرأه في الصحف والمجلات ويسمعه في الراديو والتلفاز من «سير» المبدعين مما جعله يرسم «حدود» جغرافيا «المطامح» ويكتب «صمود» تاريخ «الأمجاد» على طريقته فشكل «خارطة» المستقبل بألوان زاهية وبخطوط متينة وبأبعاد مدروسة كان فيها «العقل» المدبر لمشروع وطني «فاخر» بالفكر وزاخر «بالذكر» مما جعله «رهان» حديث «جائل» في مرابع عشيرته بالإجماع على ذكائه ودهائه وموهبته التي كانت «أدوات» أولى لملحمة بطولية مستقبلية كان فيها «الفارس» و«المتوج» و«المنتصر».
نثر الروضان «بذور» الدافعية باكراً على أرضية طموحه منتظراً «غيوم» التفوق التي أمطرت «صيباً» من الدافعية ارتوت بها ينابيع آماله لينهي تعليمه العام بامتياز ويحزم حقائبه باتجاه بريطانيا حيث درس الطب في «نيوكاسل» وعاد وعمل لفترة في مستشفى الملك فيصل التخصصي.
وانتقل بعدها إلى أمريكا وعمل في أقسام الجراحة العصبية في مستشفى مايو كلينك الشهير وتولى رئيس المقيمين وواصل أعماله ودراسته ونال الدكتوراه عام 1988 ثم تنقل الروضان في عدة مراكز ومستشفيات ومواقع وفي عام 1993 عمل في قسم جراحة المخ والأعصاب بجامعة ييل وفي عام 1994 حصل على زمالة في الجراحة العصبية في مستشفى ماساتشوستس التابع لكلية الطب بجامعة هارفارد وواصل أنشطته البحثية ودراساته بالجامعة العريقة وتعين أستاذًا فيها وأسس مع عدد من الباحثين مختبرات بحثية ودراسات منهجية في الجراحات العصبية الخلوية وأسس برنامجاً خاصاً بتكنولوجيا الأعصاب.
وفي عام 2002 تحول الروضان إلى مسار جديد وانخرط في مسار العلاقات الدولية موظفًا خبرته وكفاءته في العلوم العصبية وعمل دراسات وبحوث في العلاقات الجيوسياسية والاستقرار العالمي وفي عام 2006 انضم الروضان إلى مركز جنيف للسياسات الأمنية حيث يشغل منصب مدير برنامج الآفاق المستقبلية والعلاقات الجيوسياسية وفي عام 2009 حصل الروضان على عضوية بكلية سانت انطوني التابعة لجامعة أكسفورد البريطانية وقام بإجراء بحوث ودراسات تتعلق بالتحولات التاريخية في العالمين العربي والإسلامي.
تناقلت «مراكز» الأبحاث و«قطاعات» البحوث اسم الروضان واستشهدت بأبحاثه ودراساته في مجالات طبية وفلسفية واختير ضمن أهم 30 عالمًا في العلوم العصبية على مستوى العالم
وألف الروضان أكثر من 22 كتاباً تضمنت العديد من الأفكار والنظريات والدراسات في مجالات العلاقات الدولية والفلسفة والتاريخ.
تم تكريم الروضان في أكثر من محفل حيث اختير زميلاً شرفياً في كلية سانت انطوني والجمعية الأمريكية للجراحة العصبية وحصوله على جائزة السير جيمس سبينس وجائزة الباحث الشاب واختير في عام 2017 كأحد ابرز خبراء مجال العلاقات الجيوسياسية في العالم وحصل على جائزة أفضل بحث في المخ والأعصاب في جامعة أكسفورد وجائزة الكونغرس الأمريكي لأفضل بحث بجمعية جراحي المخ بأمريكا وغيرها.
نايف الروضان.. العالم الفيلسوف.. القامة الاستثنائية والقيمة العلمية والقمة «المعرفية» في متون «الإنجاز» وفي شؤون «الاعتزاز».