د. تنيضب الفايدي
الترادف من أهم مميزات اللغة العربية، فاللغة العربية فسيحة الآفاق، مترامية الأطراف، وغزارة الألفاظ والمفردات، تتميز بثروة غنية من التعبيرات الدقيقة وامتازت بألفاظ تؤدي إلى فروع المعاني وجزئياتها، كما تمتاز أنها تضم أسماء وصفات كثيرة لشيء واحد، وتتعدد المترادفات والأضداد وكذلك يتعدد الاسم لشيء واحد وكلّ اسم مع أنه لشيء واحد لكن لا يعطي نفس المعنى، فللشمس مثلاً تسعة وعشرون اسماً، وللسّحاب خمسون اسماً، وللماء (170) اسماً، وللأسد (350) اسماً، والناقة (255) اسماً.
ونظراً لتعدّد أسماء المرأة في اللغة العربية فإنّ لها من الأسماء الكثير وذلك حسب ترتيب سنّ المرأة فهي طفلة ما دامت صغيرة، ثم وليدة إذا تحرّكت، ثم كاعب إذا كعب ثديها، ومنها قوله تعالى {وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا}، ثم ناهد إذا زاد، ثم معصر إذا أدركت، ثم عانس إذا ارتفعت عن حد الأعصار، ثم خَوْدٌ إذا توسّطت الشباب، ثم مسْلِف إذا جاوزت الأربعين، ثم نَصَفٌ إذا كانت بين الشباب والتعجيز، ثم سهْلةٌ كهلةٌ إذا وجدت مسَّ الكبر وفيها بقية وجلدٌ، ثم شهْبَرَةٌ إذا عجزت وفيها تماسك، ثم حيزبُونٌ إذا صارت عاليةَ السن ناقصة القوَّة، ثم قلَعم ولطْلِطٌ إذا انحنى قدُّها وسقطتْ أسنانُها.
كما أن لحسن المرأة ترتيباً أيضاً حسب ذلك الحسن وحسب جسمها، فلكلّ وصف في محاسن خلق المرأة وهي كثيرة تدلُّ على قوة اللغة العربية بوجود ثروة غنية من التعبيرات الدقيقة التي لا مثيل لها في أي لغة أخرى في العالم، فإذا كانت المرأة شابة حسنةُ الخَلق فهي خَوْدٌ، وإذا كانت جميلة الوجه حسنةَ المعْرَى فهي بَهْكَنَةٌ، وإذا كانت دقيقةَ المحاسِنِ فهي ممْكُورةٌ، فإذا كانت حسنة القَدِّ ليِّنَةَ القصَبِ فهي خرْعبةٌ، فإذا لم يرْكبْ بعضُ لحمِها بعضاً فهي مُبتلَّة، فإذا كانت لطيفةَ البطنِ فهي هيفاء وقبَّاء وخمْصانَة، فإذا كانت لطيفةَ الكشحَينِ فهي هضِيمٌ، فإذا كانت لطيفةَ الخصْرِ مع امتدادِ القامة فهي ممشوقةٌ، فإذا كانت طويلة العُنقِ في اعتدالٍ وحسنٍ فهي عُطْبُولٌ، فإذا كانت عظيمة الوركَيْن فهي وركاءُ وهرْكولةٌ، وإذا كانت عظيمة العجيزةِ فهي رَدَاحٌ، وإذا كانت سمينةً ممتلئة الذِّراعَين والسَّاقيْن فهي خدلَّجَةٌ، فإذا كانت ترتجُّ من سمنِها فهي مرْمارة، فإذا كانت كأنها ترعُدُ من الرطوبة والفضاضة فهي برهرهةٌ، وإذا كانت كأن الماء يجري في وجهها من نضرةِ النعمة فهي رقراقة، فإذا كانت رفيقة الجلد ناعمة البشرة فهي بضَّةٌ، فإذا عرفت في وجهها نضرةُ النعيم فهي فُنُقٌ،وإذا كان بها فتورٌ عند القيام لسمنها فهي أناةٌ ووهنانةٌ، فإذا كانت طيبة الريح فهي بهانةٌ، فإذا كانت عظيمة الخلْقِ مع الجمالِ فهي عبْهرة، فإذا كانت ناعمةً جميلةً فهي عبقرةٌ، فإذا كانت متثنيّةً من اللين والنعمة فهي غيداءُ وغادة، فإذا كانت طيبة الفم فهي رشُوفٌ، فإذا كانت طيبة ريح لأنفِ فهي أنوفٌ، فإذا كان طيبة الخلوة فهي رصُوفٌ، فإذا كانت لعوباً ضحوكاً فهي شمُوعٌ، فإذا كانت تامَّة الشَّعَرِ فهي فرعاء، فإذا لم يكن لمرفقها حجمٌ من سمنها فهي درماءُ، فإذا ضاق ملتقى فخذيها لكثرة لحمها فهي لفّاءٌ.