صيغة الشمري
بعض الجمعيات واللجان الخيرية تجد نفسها غير قادرة على مواكبة العصر في تقديم نفسها على أرض الواقع بشكل يوازي اسمها أو الدعم منقطع النظير الذي تحظى به الجمعيات الخيرية في بلادنا، لا سيما وهي جمعيات خيرية في مجتمع من أطيب شعوب الأرض قاطبة في بذل الخير والعطاء واللحمة، شعب تربى على مواساة السائل والمحروم بكل ما يملك، حتى إن التسول يجد رواجاً عند ضعاف النفوس في مجتمع يكثر فيه كبار النفوس وأطيبها، وليس هناك أكبر دليل من نجاح حملة إخراج السجناء المعسرين الذين لم يستطيعوا سداد ديونهم ليهب الشعب السعودي الطيب بالتبرع من ماله ليسهم في إخراج أغلب المديونين من السجون خلال أيام معدودة، لأنها حملة تم تنظيمها بشكل احترافي وموثوق ليجد المتبرع طمأنينة كبيرة لذهاب تبرعه لمن يستحقه، قبل أيام قامت «تراحم» وهي لجنة تعنى برعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمنطقة الرياض بإطلاق المشروع الثاني من مبادرة «بساعدي اصنع نجاحي» والمشروع هو إحدى المبادرات التي تتعلق بالجوانب الإنسانية والاهتمام بدعم الفئات الأولى بالرعاية وكذلك إعادة التأهيل والدمج الاجتماعي لأسر النزلاء والمفرج عنهم من خلال تقديم الدعم المادي والعيني والفني واللوجستي لتأسيس مشاريع صغيرة لهم تعينهم على تحقيق الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للحياة الإنسانية هذا توافق مع رؤية المملكة (2030)، فريق «تراحم» يقدمون على أرض الواقع نماذج من البذل والعطاء تستحق الفخر والإشادة جعلتهم يتمتعون بثقة لدى الجميع، أصبح السجين يجد عند التوبة الصادقة أهلاً وأخوة يمنحونه خارطة طريق مضمونة النجاح تعيد تأهيله بشكل حقيقي حتى يصبح فرداً ناجحاً في مجتمعه وله قيمة يجتهد في بنائها ويخشى خسرانها، أسرة «تراحم» تقدم نموذجاً نوعياً من البذل والعطاء حتى أصبحت تتمتع بثقة المجتمع من أهل الخير وفوق هذا تجد ترحيباً كبيراً من قبل وسائل الإعلام، شكراً «تراحم» على كل هذا التراحم.