د.عبدالعزيز العمر
أيام قليلة تفصلنا عن عودة سريان الحياة في جسد التعليم، بعد انقطاع طويل غير مسبوق عن المدرسة في تاريخنا التعليمي، خلال فترة الانقطاع تلك شعر الطلاب وأهاليهم بحنين إلى العودة إلى مدارسهم. المدرسة ليست مجرد بنيان خرساني جامد ومختبرات وطاولات وكراسي، بل هي مجتمع إنساني تجري بين أفراده تفاعلات وتواصل روحي ونفسي ومعرفي يسمو بإنسانيتهم وفكرهم إلى أرقى المستويات.
من مظاهر عودة الحياة إلى المدرسة أن تشاهد مع شروق الشمس عصافير من الأطفال واليافعين وهم يتوجهون مشيًا إلى مدارسهم في حلل جميلة، يتحاورون فيما بينهم حول فريقهم الرياضي المفضل ولاعبهم المفضل ومغامراتهم الشقية.
مع عودة الطلاب إلى مدارسهم ينفض الشباب الكسل عن أجسادهم، ويعودون إلى الحركة والنشاط البدني والطابور الصباحي، بدلاً من الخمول الطويل أمام أجهزتهم الإلكترونية.
انقطاعنا الطويل عن المدرسة جعلنا نشعر بحنق تجاه ايفان ايليتش الذي يرى أن وجود المدرسة يشكل حالة مرضية في أي مجتمع، وهو يدعو إلى مجتمع بلا مدارس، فالمدرسة بحسب تصوره تعد مصدرًا لفيروسات ضارة بالمجتمع، بل هي مدمرة للابداع ومنمطة للشخصية.