المفاضلة بين الذبح عن الميت وبين التصدق عنه بالمال
* هل الذبح عن الميت وتوزيع اللحم للمحتاجين أفضل للميت، أم التصدق عنه بالمال؟
- كلها صدقة، سواء تصدق باللحم أو تصدق بالمال، لكن يُنظر في المتصدَّق عليه، إن كان التصَدُّق عليه باللحم يوفِّر له الجهد ويوفِّر له هذا اللحم بدلًا من أن يأخذ المال ويذهب إلى السوق ليشتري كان ذلك أنفع، وإن كان المال أنفع له بحيث يحتاجه في اللحم وغيره كان أفضل، وعلى كل حال كلُّها صدقة، وكلُّها يُرجى ثوابها، لاسيما مع الإخلاص لله -جل وعلا-.
***
رد السلام الوارد في رسالة هاتفية
* إذا وردتني رسالة على الهاتف فيها (السلام عليكم) ثم فائدةٌ أو طلبٌ معيَّن، هل يلزمني أن أرد على هذا التسليم بالكتابة إلى المرسِل؟
- الله -جل وعلا- يقول: وإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86]، فأقل الأحوال أن تقول: (وعليكم السلام) وإن زدت: (ورحمة الله وبركاته) كان أكمل وأولى، فالرد واجب، وهذا الرد يكون بالكتابة؛ لأنك لو أجبتَ في نفسك فلا يدري هل أنت أجبتَ أو لا، وهذا مقصودٌ أن يسمع أو يقرأ، فيكتب في جوابها: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)، ثم يجيب الطلب أو يشكره ويدعو له في مقابل هذه الفائدة.
***
مدى لزوم نصائح الأب لابنه
في تربية أولاده
* هل نصائح أبي لي في تعاملي مع أبنائي واجبة الالتزام، أم أُعامل أبنائي بما أراه أصلح لتربيتهم؟ وإذا وقع في نفسه شيء لذلك هل يُعدُّ مِن العقوق؟
- نصائح الأب وهي محوطةٌ بالشفقة على ابنه وأبنائه لا شك أن لها وزنًا في الشرع، لاسيما وأن حقَّه واجبٌ، ومِن أعظم الحقوق بعد حق الله -جل وعلا-، فإذا كانت هذه النصائح نافعةً وتَصبُّ في مصلحة الولد فلا شك أن التزامها يجب مِن وجوبِ حقه، إضافةً إلى أنها في مصلحته، وإذا كانت غير ملائمة بمعنى أن الأب ينصحه بما لا دليل عليه شرعًا مِن العبادات أو مِن الأمور التي تعداها الناس وتخطاها فقد تكون مناسبةً في وقت الأب ولا تكون مناسبةً في وقت الابن، فمثلُ هذه يُرضيه بالكلام ويقول له: (أبشر)، ويُلين له الكلام، ويوجِّه ابنَه على حسب ما يرتضيه وتقتضيه مصلحته، لاسيما إذا كان الابن عنده مِن الوسائل وطرق التربية وعنده من العلم ما يُصلح شأن ولده أكثر مما عند أبيه، فعليه أن يُلينَ له القول، ويَعدَه بأن ينصَحه بذلك، ثم يوجهُ الابن بما يُصلحه -إن شاء الله تعالى-.
يقول: (وإذا وقع في نفسه شيء لذلك هل يُعدُّ مِن العقوق)؟ الأصل ألَّا يقع في نفسه شيء، والحكيم يستطيع أن يُقنع والده ويُرضيه بالأسلوب المناسب.
ووعدُه لوالده مع إبطان أنه لن يتصرف بمقتضى توجيهه لا مانع منه في مثل هذه الحال، فيقول: (أبشر بما يسرك)، (أبشر بما يرضيك)، وهكذا مِن الكلام إجمالًا، فهذا لا شيء فيه، والتوريةُ تنفع في مثل هذا.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ/ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-