الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
طالبت دراسة علمية بتأسيس مواقع تفاعلية تابعة للمؤسسات التعليمية، ومراكز الحوار؛ للرد الواعي على الفكر المتطرف، وتنمية ثقافة الحوار، والتفاعل الرشيد مع الثقافات المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي، وتحقيق مبدأ الشفافية في وسائل التواصل الاجتماعي، فيما تقتضي الحاجة في الأمور السياسية، وما يتعلق بالعلاقات الدولية؛ منعاً لاستغلالها من قبل المنظمات الإرهابية.
وأكدت الدراسة البحثية المعنونة بـ«أساليب الاستقطاب والتجنيد لدى المنظمات الإرهابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي» للباحثة حنان بنت ضاحي بن صالح الضاحي الدارسة بالمعهد العالي للدعوة والاحتساب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصلت بموجبها على درجة الدكتوراه، وكانت بإشراف معالي الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري، أكدت على تبني المبادرة، والعمل بها من قبل الجهات المعنية، وهي توظيف، وتفعيل دور الذكاء الاصطناعي؛ ليحاكي الجيل الرقمي «جيل ألفا» في مختلف المجالات؛ للحد من أساليب الاستقطاب والتجنيد، ووضع برامج تدريبية لكل مسؤول في الحكومة، يكون قادراً على استخدام القوة الناعمة في دحض شبهات الجماعات والمنظمات الإرهابية، وإتاحة الفرصة لتعريتها، والرد عليها، مع إيجاد (المواطن الرقمي) القادر على التعامل مع الهجمات الإلكترونية، وصدها من خلال الفضاء السيبراني.
ودعت الدراسة إلى تشجيع شركات التقنية لمساندة الدولة للعمل على إزالة المحتوى المتطرف من شبكات التواصل الاجتماعي، وتكريمهم من قبل الدولة، وانتقاء الكوادر الوطنية القادرة على التعامل مع دعاية الجماعات الإرهابية في مختلف المجالات، مع الاستمرار في نشر القرارات والأوامر المرتبطة بالعدل بين الناس، ومكافحة الفساد، دون تمييز وذكر شواهد مكافحة الفساد الحديثة، التي لم تستثن أحدًا، ولم يكن للجانب المناطقي، أو العائلي، أو حتى المذهبي تأثيرٌ على هذه القرارات العادلة، والعمل على تحديث الرؤية والإستراتيجية الإعلامية، بحيث لا تكون رد فعل على ما يتم بثه، وبدلاً من ذلك يجب أن يكون لدى وسائل الإعلام رؤية واضحة؛ لتطوير درع أمان لصد هذه الهجمات الإرهابية.
وشددت الدراسة على ضرورة القيام بالأدلجة العكسية - بعد عودة أو رجوع من تم استقطابهم وتجنيدهم - من خلال تنفيذ برامج تأهيلية، تكون موضوعاتها منصبة على محاولة إعادتهم إلى الفكر السليم، بذات الأسلوب التأثيري النفسي، والعمل على إيجاد البدائل التقنية والإعلامية المشوقة والهادفة لمكافحة عمليات الاستقطاب والتجنيد الإلكتروني، ويلزم ذلك وضع برامج مدروسة ومخططة، وهادفة حتى تكون في مستوى ما يصدر من مصادر المنظمات الإرهابية الإعلامية.
جدير بالذكر أن الباحثة حنان الضويحي وضعت عدداً من الأسباب الرئيسة لاختيار فكرة موضوعها المهم، ومنها الأسباب الذاتية الذي تبلور من رحم المعاناة، سيما وأن أُسراً عديدةً في بلادنا لم تسلم من انتماء واحد من أقاربهم أو معارفهم إلى تلك المنظمات الإرهابية، كما أن كون هذا الموضوع من الموضوعات التي كانت تتصدر الاهتمامات البحثية لدى الباحثة في دراستها الجامعية والعليا؛ لاكتشاف الأساليب الإرهابية المعتمدة على التطور التقني.