د.عبدالعزيز الجار الله
صورة مؤلمة للعالم والأفغان ممن اقتحم المطار وتشبثوا بالطائرة الأمريكية للرحيل عن كابول قبل دخول طالبان لوسط العاصمة، صورة مؤلمة والأفغان يتمسكون بالسلالم وطرفيات الأجنحة والطائرة في حالة تحليق، هي مشاهد صادمة للعالم من شعب يفر من الموت في عاصمة لا يجب تكرار تجاربها، فشلت أمريكا وأوروبا والأمم المتحدة والحكومة الأفغانية التي فرت وغادرت قبل دخول طالبان إلى كابول والانهيار السريع، فشل الجميع في حماية شعب يقاد إلى مجهول، ودخول سريع للعاصمة، والاستيلاء على الأسلحة بشكل يعيد مشاهد كثيرة لهذا المشهد في العراق وسورية واليمن.
العالم تعلم من أمريكا وأوروبا والغرب إجمالاً وحتى من الروس والصين أن حماية الديار لا يتم إلى من أبنائها، وأن دول الحماية والغطاء قد تكون كومة ثلج تذوب في ساعات، العالم صدم من الانهيار السريع للحكومة الأفغانية وهروبها المفزع وترك العاصمة تواجه مصيرها الغامض.
دول الخليج العربي والدول العربية لها تجربة مريرة مع الحرب الأفغانية في الثمانينات الميلادية بالتأكيد لن تتكررها تحت أي ظرف لأن التجربة الأولى خسر العرب ومعهم الدول الإسلامية وتم توريطهم واتهامهم في هجمات 11-9-2001م وجرت وراءها الويلات حتى تكشف حقائقها مؤخرًا بأن لا رابط للخليج العربي والدول العربية والإسلامية مع التفجرات، وأننا ضحية مثل الأمريكان، لكن كانت معاناة طويلة عاشها الخليج العربي والعرب وما زلنا نعاني تبعيات ذلك الاتهام الظالم.
الوضع الحالي يختلف عن المرة السابقة لأن الدول الكبرى: أمريكا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي، أي مجلس الأمن في حالة اتصال واتفاقات مع حكومة طالبان والتعاون مستمر والمشاورات قائمة، فالأطراف جميعها مع طالبان وتم الاعتراف غير المعلن بحكومة طالبان خلال 24 ساعة الأولى من دخولها المدن الأفغانية.
إذن سيكون السيناريو القادم مختلفًا عن المواجهات السابقة، لن تتكرر الحرب الروسية الأفغانية كما كانت في الثمانينات الميلادية وأيضًا الأخطاء الفادحة التي وقع بها الجميع.