سهوب بغدادي
فيما تعرَف الأوبرا بأنها أحد الفنون المسرحية وتقدم المشاهد كليًا أو جزئياً عبر الغناء والموسيقى ذات الطبقات المتميزة، وقد نشأ الفن الأوبيرالي في إيطاليا عام 1600، من ثم تبنت فرنسا هذا اللون، إلا أنني أفضل الإيطالية على الأخيرة. في الوقت الذي تستقطب الأوبيرا فيه شرائح عديدة مهتمة بهذا اللون البديع، نجد أن كل دولة تخصص بعض الفقرات النابعة من تراثها، أو باستضافة ألوان أوبيرالية جديدة من دول وثقافات أخرى، لذا أرى أن إنشاء دار أوبيرا سعودية أمر جميل باعتبار أن المملكة العربية السعودية تعد دولة جاذبة للسياحة الخارجية، ولديها ما تعرضه للعالم من ثقافات وألوان تراثية ومقامات أيضاً. ولنا في الفنون المسجلة في منظمة اليونسكو خير مثال. إنني أتصور فنان العرب محمد عبده أمام عيني وهو يشدو بأجمل الألحان والمقامات المختلفة، وأتخيل سماع ألحان الموسيقار القدير الدكتور عبدالرب إدريس. كما أشعر بالفخر من عمل هيئة الأزياء المتمثل في أزياء المشاركين في العرض الأوبيرالي التي ستقدم لنا أزياء امتزجت بفنون مناطق المملكة في الحياكة، فتلك «غالية البقمي» بشجاعتها في مشهد ملحمي تاريخي، وهناك «موضي البسام» في عرض ملحمة الصريف والبكيرية، والكثير من الشخصيات التي دافعت بما تملك لأجل هذا الوطن الحبيب. قد تستخدم الأوبيرا كأداة داعمة لنشر الثقافة والحضارة والتاريخ السعودي والأجزل تولي وزارة الثقافة هذا الأمر، وتوجيه كل هيئة تابعة للوزارة بحسب اختصاصها، كهيئتي الموسيقى، والأزياء، فضلاً عن تفعيل دور الفرقة الوطنية «الأوركسترا» في هذا النطاق. وهنالك المزيد من الأدوار الإيجابية المتداخلة في هذا الكيان الثقافي.
نهاية، إن موقع دار الأوبيرا سيتم اختياره بعناية، فقد يكون في العلا إلى جانب مسرح المرايا لتصبح التجربة فنية وثقافية بامتياز أو أن تكون في منطقة تعتزم المملكة أن تجعلها وجهة سياحية جاذبة وتعد قيد الإنشاء، كالسودة وغيرها من المشاريع الوطنية الطموحة.
«من بين كل الأصوات التي عرفها الإنسان، الأوبيرا هي الأغلى». «موليير»