م. خالد إبراهيم الحجي
لقد كانت أفغانستان محتلة من قبل الاتحاد السوفيتي، وتمكن المقاتلون الأفغان من إخراجهم وهم يجرون ذيول الهزيمة. وبعد أن تولوا السلطة لفترة وجيزة انقسم المقاتلون الأفغان على أنفسهم إلى جماعات إسلامية أحدها كانت حركة طالبان التي يقودها، في الوقت الحاضر، أربعة قادة أقوياء كل واحد منهم له أتباع، هم: القائد القوي: «الملا هيبة الله آخوند زاده» الذي وحد طالبان بعد أن مزقتها الخلافات والصراعات على السلطة على إثر وفاة الملا عمر مؤسس الحركة. والقائد القوي: «عبد الغني برادر» المؤسس المشارك لحركة طالبان مع الملا عمر الذي توفي في عام 2013 ولكن لم يكشف عن موته إلا بعد سنتين. والقائد القوي: «سراج الدين حقاني» هو نجل أحد أشهر قادة الجهاد ضد السوفييت جلال الدين حقاني، زعيم الشبكة القوية التي تحمل اسم عائلته. والقائد القوي: «الملا محمد يعقوب» هو نجل الملا محمد عمر، ورئيس اللجنة العسكرية التي تتمتع بنفوذ كبير في طالبان وتقرر الوجهات الإستراتيجية للحرب ضد الحكومة الأفغانية.. ولا تستبعد الإدارة الأمريكية أن تنقسم حركة طالبان على نفسها إلى أربع جماعات إسلامية ذات مشارب ومذاهب مختلفة، كل واحدة منها لها نفوذ على الأرض، ولكل جماعة أميرها، يوظف النصوص الدينية الموائمة لإنتاج الفتوى الدينية اللازمة لأتباعه؛ ليأخذ الصراع بين بعضهم البعض الصفة الدينية، ويتوشح قتالهم على النفوذ والسلطة ثوب الجهاد المقدس.. والمخاوف من هذا الانقسام المحتمل لحركة طالبان رأت الإدارة الأمريكية أنها كافية لتبرير خروجها السريع من أفغانستان حتى لو تطلب ذلك تسليمها لطالبان؛ مما جعل المراقبين العسكريين يتساءلون عن أبعاد المخطط الأمريكي لأفغانستان، وعما إذا كان له علاقة بالإرهاب الذي تكافحه أمريكا وباقي دول العالم؟ والجواب على هذه التساؤلات يكمن في اتفاقية الدوحة التي تمت بين حركة طالبان وبين الحكومة الأفغانية، التي وقعها قادة طالبان الأربعة تحت مسمى إمارة أفغانستان الإسلامية، تحت إشراف الإدارة الأمريكية، وهي تعني إمارة إسلامية إقليمية، ولا تعني خلافة إسلامية عالمية كما فعلت داعش، لذلك تخشى الإدارة الأمريكية أن يعيد التاريخ نفسه، وإذا ما حصل انقسام بين قادة طالبان، قياساً على ما حدث بعد خروج السوفييت، يتوقع الأمريكان أن تتحول أفغانستان إلى ساحة للمعارك التي لن يتردد القادة الأفغان من تسميتها جهاد، عندها تصبح هذه الإمارة الإسامية مغناطيس جاذب للذين يبحثون عن شعيرة الجهاد، ويتدفق إليها المقاتلون المسلمون من مختلف بقاع العالم، وبالتالي، وفي إطار المخطط الأمريكي لمكافحة الإرهاب، يسهل على طائرات بي -52 الأمريكية قصف مواقع المجاهدين من الجو، وهو الدعم العسكري الذي وعدت أمريكا توفيره لأفغانستان.