د. محمد عبدالله الخازم
يعد التطعيم ضد فيروس كورونا هو الوسيلة الأقوى والأفضل للحماية من الإصابة بالفيروس وانتشاره، وهذا ما تراهن عليه جميع الدول بما فيها المملكة. في دراسة نشرها الباحثون من جامعة ييل، ديفيد بالتيل وجسون شوارتز، أشارت إلى أمان العودة في حال حصل 90 في المائة من الطلاب على اللقاحات المناسبة ذات الفاعلية البالغه 85 في المائة وأكثر، لكن يجب الحذر وبالذات مع ظهور الفيروس المتحور (مثل المتحور دلتا) بأن ذلك لا يعني الأمان التام أو لا يعني إهمال المعايير الأخرى مثل معايير التباعد الجسدي أو الاجتماعي. في المملكة أعلن التحصين كشرط الحضور، أي نسبة 100 في المائة.
في قاعات ومعامل وأماكن مغلقه يتجمع فيها كثافة بشرية عالية تكون احتمالات العدوى متوافرة وسيكون هناك فئة لن تحصل على اللقاح لأسباب صحية أو غير صحية وسيكون هناك فئات حتى وإن حصلت على اللقاح فهي معرضة للعدوى بالفيروس، لا يجب التهاون في قضية الاحتياطات الأخرى وعلى وزارة الصحة ووزارة التعليم والجامعات المبادرة بإصدار معايير أو أدلة إجرائية ترشد المدارس والجامعات على كيفية التعامل مع الوضع الجديد، وأبرز ما يجب تضمينه في تلك الأدلة:
1. تحديد سياسة فحوصات كورونا في المدارس، متى وكيف يجب فحص الطلاب في المدارس بشكل مستمر.
2. تحديد المستلزمات الصحية الواجب توافرها في المدارس والجامعات.
3. تحديد سياسات التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات والتعقيم وغيرها.
4. تدريب الأساتذة والطلاب والإداريين على ما يجب فعله وكيف يتم فعله لأجل الوقاية من انتشار الفيروس وفي حال حدثت إصابة أو تم الاشتباه في حدوث إصابة ما.
5. تكثيف برامج التوعية والتثقيف داخل المدارس والجامعات وفي أوساط المجتمع وأولياء الأمور.
6. آلية التعامل مع مختلف النشاطات التعليمية، ليس داخل الفصل فقط بل في ساحات المدرسة وأماكن الأكل والرياضة والمعامل وغيرها.
7. تحديد آليات إيقاف التلميذ من الحضور أو العودة بعد الإصابة للمدرسة.
8. دعم الفئات المحتاجة بلوازم التعقيم والكمامات وغيرها،
إضافة إلى ذلك قد نحتاج استراتيجيات أخرى في حال استمر انتشار الفيروس ولم نصل لنسبة تحصين كاملة، مثل استخدام وسائل تعليمية مدمجة (حضور وعن بعد). مثلاً قد ترى تقليص الحضور إلى النصف بحيث يحضر نصف الطلاب لمدة ثلاثة أيام والنصف الآخر لمدى ثلاثة أيام أو يوم بعد يوم مع استخدام التعليم عن بعد في الأيام الأخرى. قد تحدد الفئات المعرضة للخطر وتبقيها في المنازل، قد تحدد مواد بعينها تكون حضورياً وأخرى تكون عن بعد، وغير ذلك من الأفكار التعليمية التي ليس المجال التوسع فيها، بقدر ما هو اهتمامي هنا بجانب السلامة والصحة.
الفيروس لم ينته وتزداد المخاوف مع ازدياد ظهور نسخ متحورة منه سريعة الانتشار مثل متحور دلتا. لا يجب أن يثنينا ذلك عن الدراسة حضورياً ما أمكن، لكن علينا أخذ الاحتياطات اللازمة والله الحامي من كل شر.