سمر المقرن
لم يكن الإنجاز الذي أعلن عنه برنامج سكني في الملتقى الذي عقده الأحد الماضي أمراً جديداً أو مستغرباً، فالبرنامج عودّنا منذ أكثر من 3 أعوام على خدمته المتواصلة للأسر وإتاحة فرص التملك لهم بأكثر من خيار، لكن الجديد هذه المرّة هو أن البرنامج كشف بأن 70% من مستفيديه استغرقت رحلة حصولهم على الخيار السكني وتوقيعهم النهائي للعقود فترة لم تتجاوز 3 أشهر منذ بدء تسجيلهم وحصولهم على الاستحقاق الفوري، حتى استكمال كافة إجراءاتهم وحصولهم على المسكن.
قرار اختيار المسكن وشكله ونوعه يعدّ من أكثر القرارات الصعبة، والتي تستدعي بطبيعتها التفكير ملياً قبل اتخاذها، إلا أن «سكني» تمكن من تغيير هذه القاعدة وأوجد ثقافة جديدة تكمن في أن المسكن لم يعد من الصعوبات كما كان في السابق، في ظل وجود خيارات متنوعة تناسب مختلف الأذواق وتتلاءم مع جميع الفئات، يصاحبها سهولة في الإجراءات وجودة في الخدمات خصوصاً على المستوى الرقمي والإلكتروني عبر تطبيق «سكني» الذي أجده أحد أبرز التطبيقات الخدمية وأكثرها تميزاً، لا سيما وهو يرتبط بركن أساسي من أركان حياة الأسرة ألا وهو المسكن، فالتطبيق يتيح إمكانية التسجيل والاطلاع على المشاريع والمخططات التي تتجاوز 300 مشروع ومخطط توفر قرابة 325 ألف مسكن وأرض والاختيار من بينها، بل حتى التمويل العقاري أصبحت إجراءاته تتم عن طريق هذا التطبيق عبر هواتفنا ومن أي مكان وفي أي وقت.
لا شك أن لتلك التسهيلات والحلول دوراً مهماً في استفادة 124 ألف أسرة من خيارات برنامج «سكني» خلال الأشهر السبعة الماضية فقط، ولا شك أيضاً كان لها انعكاسها الواضح في تحقيق أحد أهم مستهدفات رؤية المملكة 2030 بالوصول بنسبة تملك الأسر للمساكن إلى 60% بنهاية العام الماضي 2020 بعد أن تجاوز مستفيدو البرنامج حينها سقف المليون أسرة حصلت على وحدة سكنية جاهزة، أو وحدة سكنية بنمط البيع على الخارطة، أو قامت ببناء أراضيها ذاتياً، أو حصلت على أرض مجانية، ما يرفع سقف التوقعات بنمو مستمر لاستفادة الأسر سكنياً خلال الفترة المقبلة.
أتذكر حينما انطلق برنامج «سكني» في العام 2017، واجه الكثير من التحديات خصوصاً في ظل اختلاف آلية الدعم السكني التي لم تكن مألوفة من قبل، الأمر الذي جعل البعض يتوقع إخفاقه في ظل عدم قابليته للوهلة الأولى، ورغم ذلك أصرّ القائمون عليه على المواصلة في هذا المشروع الوطني الفعّال بخطوات واثقة ومنهجية واضحة، حتى تحقق ما هو فوق المتوقع، وأصبح السباق لا يتوقف للحصول على أحد المنتجات والخيارات السكنية المدعومة التي يتيحها البرنامج للأسر بكافة فئاتها.
بلغة الأرقام يثبت برنامج «سكني» قدرته على تحقيق أهدافه بتوفير حلول التملك السكني للأسر السعودية في جميع المناطق، كما يثبت قدرته على الاستمرارية بوتيرة متصاعدة وخدمات مستحدثة ومزايا متجددة، ومن هنا يمكن القول إن الاستمرارية تعني النجاح، ولنا في «سكني» خير مثال.