عبد العزيز الهدلق
بين فترة وأخرى يخرج في الإعلام من يذرف دموع التماسيح على حال الدوري السعودي مدعياً أنه ضعيف، ومشيراً إلى أنه يسير في الطريق المنحدرة، والسبب في ذلك أن هناك فريقًا قويًا يتكرر دوماً فوزه ببطولته، وهذا التكرار مخيف ومقلق على مستقبل الدوري. وعلى مستوى الكرة السعودية.
ثم تتفتق أذهان أولئك المتباكين على مستقبل الكرة السعودية عن أفكار جهنمية منها ضرورة «دعم» الفرق الأخرى لتتمكن من مزاحمة البطل ومنافسته و»أخذ» البطولة منه!! وهذا الدعم الذي يريدونه يأخذ أوجهًا عدة. سواء داخل الملاعب أم داخل المكاتب. هكذا يريدون.!! ومنهم من ذهب لأبعد من ذلك وقالها بكل صراحة و»صفاقة» يجب «تدوير» البطولة ولا تبقى في يد فريق واحد مهما كانت قوته!!
هذا المنطق لم يأت به أحد في الدنيا من الدول التي تلعب الكرة متقدمها ومتأخرها!! إلا عندنا!!
فكرة القدم قائمة على التنافس الشريف لذلك شرعت لها القوانين، وتعاظمت هذه القوانين لتتجاوز تشريعات الممارسة داخل المستطيل الأخضر إلى تشريعات تتعلق بشرف المنافسة، والنزاهة. وأصبحت الهيئات القضائية والمنظمات العدلية، والاتحادات الكروية القارية والدولية تتشدد في تطبيق قوانين النزاهة بشكل لا يقل قوة عن تطبيق قوانين الكرة داخل الملعب. وأسقطت منظومة الفيفا من عليائها بأسباب الإخلال بمبادئ النزاهة. كما أسقطت اتحادات قارية للأسباب نفسها (الآسيوي والأفريقي). وتمت محاكمة منتهكي النزاهة أولئك وشددت الأحكام عليهم.
ولدينا من يخرج بكل بساطة ويطالب بالتدخل وطعن النزاهة في خاصرتها باقتراح «تدوير» بطولة الدوري!!!
وبالتأكد أننا لم نصل لهذا الطرح العلني الفاضح لمثل هذه الأفكار غير السوية إلا من بعدما شاهدنا ما تشيب له رؤوس الولدان من تجاوزات وأخطاء ترتكب في الملاعب والمكاتب فهمها أولئك أنها دعم مستتر بهدف تدوير البطولة، فقاموا بالمجاهرة بالباطل وبالمطالبة علناً بالتدوير.
فعلى رسلكم يا أصحاب الباطل.
فبدلاً من أن تطالبوا الفرق الأخرى ومسؤوليها بضرورة مضاعفة العمل لتطوير الأداء والمستوى بما يجعلهم قادرين على المنافسة بشرف داخل الملعب، وانتزاع البطولات بجدارة، اتجهتهم نحو الطريقة الأسهل وهي تضامن المرجعية الرسمية مع الطرف الفاشل لمواجهة المتميز. وكسر تميزه!! ومنح الفاشل ما لا يستحق!! وجعل الفاشل بطلاً!! لقد جعلوا مصلحة الكرة السعودية واجهة لمطالبهم «الشيطانية»، فيما تشكل في باطنها «نحرًا» للكرة السعودية، و»ذبحًا» للنزاهة ومبادئها.
إن من يريدون إحداث «التدوير» معه ناد يدار كمؤسسة رياضية حديثة، تبلغ إيرادته نصف مليار ريال سنوياً وفائض ميزانيته (25) مليون ريال. في حين من يريدون دفعه ودعمه وحمله لمنصة البطولات يرزح تحت ديون تتجاوز (300) مليون ريال. يتم «تصفيرها» سنوياً!! خارج إطار الميزانية والموارد الطبيعية.
زوايا
** هل الطريق الذي تسير عليه الأندية يؤدي في نهاية المطاف نحو الخصخصة التي ننشدها جميعًا بما في ذلك المؤسسة الرسمية!؟ في ظل هذه الديون المتعاظمة على الأندية وعجزها عن إيجاد موارد مالية تسير بها أعمالها!!
** على أي أساس تم منح فريق الطائي شهادة الكفاءة المالية وهو لم يستوف شروط الحصول على الشهادة.!؟ فقد تلقى الفريق ضوءًا أخضر بإشراك لاعبيه الأجانب الجدد أمام الهلال بموجب الشهادة. ثم تلقى النادي إشعارًا بضرورة استكمال ما عليه من التزامات قبل إلغاء الشهادة!! يمكن أن توضع هذه الحالة تحت عنوان الإهمال، الجهل، التهاون، المحسوبية، الفساد، محاولة الإضرار بالهلال الذي لعب المباراة أمام الطائي بجميع لاعبيه الأجانب الجدد بشهادة كفاءة غير مكتملة!! لن نستبق الأحداث قبل أن يوضح اتحاد الكرة غموض هذه الحالة وملابساتها!!
** قبل اتخاذ خطوة التشفير يجب البدء بخطوة التطوير. الناقل الحصري يجب أن لا يعتمد على المباريات كمحتوى وحيد للبيع. يجب أولاً أن يقدم هذا المحتوى بأفضل حلة، من خلال إخراج ونقل متميز واستخدام تقنيات حديثة، وتوفير معلقين متميزين، واستديوهات تحليلية عالية المستوى، من حيث إدارة الحوار، ووجود محللين ذوي كفاءة عالية، واستخدام أساليب حديثة في الطرح والاستشهاد بالحالات. أما مجرد تحويل المنتج السابق المفتوح بالنقل المجاني إلى نقل مشفر دون تطوير فهذا لا يعتبر عملاً احترافيًا ولا جذاباً للدفع مقابل المشاهدة.