فهد المطيويع
انتهت فصول مسرحية منح شهادة الكفاءة المالية لأكثر الأندية والبقية في انتظار الفرج للحصول على هذه الشهادة التي اكتشفنا أنها تعتمد بشكل كبير على نظام (دبر نفسك) الذي يعد من أهم المعايير للحصول على شهادة الوهم الكبير أو الدين الثقيل، طبعاً لن أخوض في تفاصيل هذه المعايير، ولكن الذي أعرفه أن الأندية تمر عن (طريق) هذه الشهادة وتعبر بأمن وسلام وهكذا دواليك بسبب أنها فهمت اللعبة وطرق الالتفاف على معايير هذه الشهادة والدليل أن الأندية كانت مديونة السنة الماضية وما زالت مديونة هذه السنة وستكون مديونة السنة المقبلة وإن كل ما عملته وتستعمله هو إعادة جدولة الديون بأسلوب التدوير وأولويات الدفع يعني من رابع المستحيلات أن تسمع أحداً يقول إن هذا النادي أو ذاك (صفر) ديون مهما حاولنا تجميل المشهد، طبعاً لن ننسى دعم وزارة الرياضة في معالجة بعض الديون هي (ما تقصر) في مد يد العون للأندية خاصة إذا كان الموضوع متعلقاً بالفيفا أو جهات خارجية، ونحن هنا لا نفشي سراً لو قلنا إن الأندية ستستمر في هذه الدائرة إلى ما شاء الله ما دام أن الموضوع ليس أكثر من حبر على ورق بفضل نظام جبر الخواطر والمجاملات التي دائماً ما تكون على حساب الاحترافية وتطبيق الأنظمة، مما جعل الأندية لا تبذل كثيراً من الجهد لتجاوز معضلة هذه الشهادة بعد أن أصبح الموضوع محصوراً في عملية إعادة جدولة الديون وقليل من المال لتسديد بعض الديون المستعصية وتنتهي حكاية أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب! هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع الذي لا يخرج عن كونه ضحكاً على (دقن) الاحترافية والأنظمة، فإذا كان الهدف من إيجاد هذه الشهادة القضاء على الديون والهدر المالي فنحن إلى الآن لا نرى إلا حلولاً كرتونية شعارها (طبطب ليس يطلع كويس) الذي يعتمد بشكل كبير على براعة الأندية وشطارتها في استخدام نظام (حب الخشوم) لتأجيل الكثير من المستحقات وهذا طبعاً لن يغير من واقع الأندية البائس وسوء إدارتها المالية، باختصار هناك أنظمة وهناك عمل ولكن هناك ثغرات ومجاملات تشوه العمل الاحترافي أي أن الديون ما زالت باقية والهدر المالي مستمر وتتوارثه الإدارات بفضل غياب صرامة التطبيق ومحاربة التجاوزات أي كأنك «يا أبوزيد ماغزيت»، على أي حال ما نشاهده على أرض الواقع لا يعطي مؤشراً واضحاً بأننا في الطريق لحل مشكلات الديون أو أنها ستنتهي قريباً، السؤال الذي يطرح نفسه ماذا استفنا من الحوكمة وشهادة الكفاءة المالية إذا كانت الديون ما زالت تثقل كاهل الأندية؟، نريد حلولاً جذرية نريد عملاً احترافياً بعيداً عن المجاملات التي كل ما تقدمنا خطوة أعادتنا للوراء مئات الخطوات.
نقاط متفرقة
- انتهت الجولة الأولى بتصدر النصر قائمة الترتيب أي أنه بطل الجولة الأولى فنياً بتقييم الإعلام، بصراحة النصر بأجانبه الجدد مرعب كون لاعبيه يملكون قيمة فنية عالية وهذا في الواقع لا ينطبق على لاعبيه المحليين حيث إن الفوارق الفنية كبيرة وواضحة مما قدر يؤثر في مسيرة الفريق في الآسيوية التي لا تسمح إلا بمشاركة أربعة أجانب، بشكل عام النصر غير هذا الموسم إذا (فكه) الله من تقلبات مزاج حمدالله .
- بداية الهلال تعد طبيعة كونه قابل الطائي الصاعد والمتحفز لإثبات نفسه في دوري المحترفين وكونه أيضاً يفقد أكثر من عنصر أساسي والذي أعتقد أنه بعودتهم سيعود الهلال إلى وضعه الطبيعي، أهم مؤشرات التغيير هذا الموسم هي الجدية (وحرث) الملعب لتحقيق الفوز ونقاط المباراة وفي اعتقادي أن فريقاً يملك هذه المثابرة وهذاالتصميم سيكون متعباً لجميع فرق الدوري، عموماً العودة التدريجية وتصاعد المستوى هو المتوقع من الهلال ومدربه جارديم.
وقفة
بما أننا نعيش الكثير من المتناقضات في وسطنا الرياضي فإنني لن أتفاجأ لو استحدثت جائزة أكثر الأندية ديوناً وأكثرها هدراً مالياً وتكون الجائزة للفائز (التسديد الفوري) لكامل الديون ومنحه عشر نقاط في الموسم المقبل وزيادة عدد لاعبيه الأجانب إلى (تسعة) وكما يقال عش رجباً ترى عجبًا.
خاتمة
استغرب دعوة الحكام القطريين للتحكيم في دورينا ولا أعلم ما الحكمة من وراء هذا القرار العبقري، الحكم السعودي أفضل بمراحل من الحكم القطري ليس فقط على مستوى المنطقة، بل حتى على المستوى الآسيوي، عموماً يفترض أن يقتصر الموضوع على دعوة الحكام للتحكيم في دورينا على الحكام الأوروبيين البارزين أو السعوديين فقط ليستفيد الحكم السعودي من هذه التجربة.