محمد المرواني
إذا ما أردنا التطور فعلينا أن نبدأ من الأساس، لا من فوق ولا الوسط.
علينا الابتعاد عن المشاريع الكبيرة وبعض من البرامج التي أثبتت فشلها, ربما لأن الأفكار لا تجد التطبيق المناسب لإحداث الفرق في رياضتنا.
علينا أولاً الاعتراف بالواقع وأن كل ما خطط له سابقاً لم يحقق أي نجاح يبرز رياضتنا ومكانتنا الدولية على خارطة الألعاب الأولمبية بل إننا حتى آسيوياً مازلنا نحبو نحو الإنجازات بوتيرة بطيئة!.
الحل من وجهة نظري الاهتمام أولاً بالرياضة من المراحل الابتدائية التي مع الأسف نقولها بصدق وواقعية لا يمكن أن ننجح إن لم يكن هناك معلم مؤهل ويملك الخبرة لاكتشاف المواهب في كافة الألعاب، ومن ثم رعايتها بالمراكز المتخصصة والأندية، ولكن أين معلم البدنية ومن يدير الرياضة في المرحلة الابتدائية؟!.
وزارة التعليم المسؤول الأول، العجز كبير بالمدارس، مدرس الدين ومعلم التاريخ واللغة العربية وكافة التخصصات غير البدنية هم من يكمل الجدول بالفراغ في البدنية.
من الصعوبة أن تنقص المدرسة بأي تخصص فالوزارة حريصة على كل معلم بتخصصه، أما البدنية فكل يستطيع أن يشغل الحصة ولو برمي الكرة ليلعب الأطفال ويشرب المعلم كأس شاي.
الجامعات وآلية الاختيار
لاختيار معلم الرياضة أسس يجب أن يعمل بها في كليات التربية الرياضية بجامعاتنا فهناك مثلاً لاعبون في كل مجال لديهم التفوق من خلال الأندية وهنا عند انتهاء المرحلة الثانوية يجب أن تكون لديهم الأولوية للقبول فليس كل متفوق دراسياً يصبح معلم بدنية مميزاً, بعضهم يريد هذا التخصص خارج ميوله ونراهم خلال التطبيقات الميدانية في نادي أحد مع الدكاترة طبعا ليس الكل بل ربما الأغلب, الرياضة في واد وهم في وادٍ آخر, لذلك نتمنى أسس ومنها أن يكون على الأقل لاعب نادٍ.
* * *
لعبتان يا وزير
في الماضي ربما قبل 20 عاماً أو أكثر كان يسمح للأندية تسجيل اللاعب بلعبة فردية وأخرى جماعية, وبيت القصيد الأغلبية لا يحبون الألعاب الفردية ويحبون الألعاب الجماعية ككرة القدم والسلة واليد والطائرة وغيرها ولكن لديهم الإبداع في الألعاب الفردية كألعاب القوى والطاولة والسباحة فلماذا لا تسمح بالقطاعات السنية خاصة حتى درجة الشباب نظام اللعبتين ربما لا يكون نجما بكرة القدم، ولكنه نجم بالسرعة وألعاب القوى، أتذكر نجم منتخبنا سمير عبدالشكور كان بطلاً في رمي الرمح والقفز العالي كما أن كابتن منتخب أحد والسلة عبدالعزيز شرقي كان بطلاً بالمسافات الطويلة, وكذلك الأخوان الحكم الدولي محمد فودة والعمدة كانا بطلين في ألعاب القوى والدراجات وهناك الكثير منهم.
أعيدوا للأندية اكتشاف اللاعبين وأين يبرزوا فربما نظرة مدرب تنتج لنا بطلاً فردياً كان لا يرغب إلا بكرة القدم.
* * *
خاتمة
الغلط في المنهج أم في المعلم أم في احتياجات الوزارة؟!
آلاف من خريجي التربية الرياضية في كل مكان لهم فرصة عمل.. إلا بمدارس الوزارة فهم آخر تخصص مطلوب ما دام نظرية (ارم الكرة وخلص الحصة) موجودة!.